آ. (76) قوله تعالى:
وإذا لا يلبثون : قرأ العامة برفع الفعل بعد "إذن" ثابت النون، وهي مرسومة في مصاحف العامة. ورفعه وعدم
[ ص: 394 ] إعمال "إذن" فيه ثلاثة أوجه، أنها توسطت بين المعطوف والمعطوف عليه. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "فإن قلت: ما وجه القراءتين؟، قلت: أما الشائعة - يعني برفع الفعل- فقد عطف فيها الفعل على الفعل، وهو مرفوع لوقوعه خبر كاد، وخبر "كاد" واقع موقع الاسم". قلت: فيكون "لا يلبثون" عطفا على قوله
"ليستفزونك".
الثاني: أنها متوسطة بين قسم محذوف وجوابه، فألغيت لذلك، والتقدير: ووالله إذن لا يلبثون.
الثالث: أنها متوسطة بين مبتدأ محذوف وخبره، فألغيت لذلك، والتقدير: وهم إذن لا يلبثون.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بحذف النون، فنصبه بإذن عند الجمهور، وب "أن" مضمرة بعدها من غيرهم، وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله: "لا يلبثوا" بحذفها. ووجه النصب أنه لم يجعل الفعل معطوفا على ما تقدم ولا جوابا ولا خبرا. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وأما قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي ففيها الجملة برأسها التي هي: إذا لا يلبثوا، عطف على جملة قوله:
وإن كادوا ليستفزونك .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء: لا يلبثون بضم الياء وفتح اللام والباء، مشددة مبنيا للمفعول، من لبثه بالتشديد. وقرأها يعقوب كذلك إلا أنه كسر الباء، جعله مبنيا للفاعل.
قوله:
"خلافك" قرأ الأخوان
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر وحفص: "خلافك" بكسر الخاء وألف بعد اللام، والباقون بفتح الخاء وسكون اللام. والقراءتان بمعنى
[ ص: 395 ] واحد. وأنشدوا في ذلك:
3089 - عفت الديار خلافهم فكأنما بسط الشواطب بينهن حصيرا
وقال تعالى:
خلاف رسول الله والمعنى: بعد خروجك. وكثر إضافة قبل وبعد ونحوهما إلى أسماء الأعيان على حذف مضاف، فيقدر من قولك: جاء زيد قبل عمرو: أي: قبل مجيئه.
قوله:
إلا قليلا يجوز أن تكون صفة لمصدر أو لزمان محذوف، أي: لبثا قليلا، أو إلا زمانا قليلا.