آ. (194) قوله تعالى:
الشهر الحرام بالشهر : مبتدأ خبره الجار بعده، ولا بد من حذف مضاف تقديره: انتهاك حرمة الشهر الحرام بانتهاك حرمة الشهر. والألف واللام في الشهر الأول والثاني للعهد، لأنهما معلومان عند المخاطبين، فإن الأول ذو القعدة من سنة سبع، والثاني من سنة ست.
وقرئ: "والحرمات" بسكون الراء، ويعزى للحسن، وقد تقدم أن جمع فعلة بشروطها يجوز فيه ثلاثة أوجه: هذان الاثنان وفتح العين، عند قوله "في ظلمات".
[ ص: 310 ] وقوله:
"فمن اعتدى" يجوز في "من" وجهان، أحدهما: أن تكون شرطية وهو الظاهر فتكون الفاء جوابا. والثاني: أن تكون موصولة فتكون الفاء زائدة في الخبر، وقد تقدم لذلك نظائر.
قوله:
"بمثل ما اعتدى" في الباء قولان، أحدهما: أن تكون غير زائدة، بل تكون متعلقة باعتدوا، والمعنى بعقوبة مثل جناية اعتدائه. والثاني: أنها زائدة أي: مثل اعتدائه، فتكون: إما نعتا لمصدر محذوف أي: اعتداء مماثلا لاعتدائه، وإما حالا من المصدر المحذوف كما هو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أي: فاعتدوا الاعتداء مشبها اعتداءه. و "ما" يجوز أن تكون مصدرية فلا تفتقر إلى عائد، وأن تكون موصولة فيكون العائد محذوفا، أي: مثل ما اعتدى عليكم به، وجاز حذفه لأن المضاف إلى الموصول قد جر بحرف جر به العائد واتحد المتعلقان.