آ. (6) قوله:
إن لم يؤمنوا : العامة على كسر "إن" على أنها شرطية، والجواب محذوف عند الجمهور لدلالة قوله:
"فلعلك"، وعند غيرهم هو جواب متقدم. وقرئ: "أن لم" بالفتح على حذف الجار، أي: لأن لم يؤمنوا.
وقرئ: "باخع نفسك" بالإضافة، والأصل النصب. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "وقرئ: "باخع نفسك" على الأصل، وعلى الإضافة. أي: قاتلها ومهلكها، وهو للاستقبال فيمن قرأ: "إن لم يؤمنوا"، وللمضي فيمن قرأ: "أن لم تؤمنوا" بمعنى: لأن لم تؤمنوا". قلت: يعني أن باخعا للاستقبال في قراءة كسر "إن" فإنها شرطية، وللمضي في قراءة فتحها، وذلك لا يجيء إلا
[ ص: 442 ] في قراءة الإضافة إذ لا يتصور المضي مع النصب عند البصريين. وعلى هذا يلزم أن لا يقرأ بالفتح إلا من قرأ بإضافة "باخع"، ويحتاج في ذلك إلى نقل وتوقيف.
و "لعلك" قيل: للإشفاق على بابها. وقيل: للاستفهام، وهو رأي الكوفيين. وقيل: للنهي أي: لا تبخع.
والبخع: الإهلاك. يقال: بخع الرجل نفسه يبخعها بخعا وبخوعا، أهلكها وجدا. قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة: 3122 - ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادر
يريد: نحته بالتشديد، فخفف. قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: كان ينشده: "الوجد" بالنصب على المفعول له،
nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة رواه بالرفع على الفاعلية ب "الباخع".
وقيل: البخع: أن تضعف الأرض بالزراعة. قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: وقيل: هو جهد الأرض، وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها، عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: "بخع الأرض" تعني جهدها حتى أخذ ما فيها من أموال ملوكها، وهذا استعارة، ولم يفسره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : هنا بغير القتل والإهلاك. وقال في سورة الشعراء:
[ ص: 443 ] و "البخع": أن يبلغ بالذبح البخاع بالباء، وهو عرق مستبطن الفقار، وذلك أقصى حد الذابح. انتهى. وسمعت
شيخنا علاء الدين القوني يقول: "تتبعت كتب الطب والتشريح فلم أجد لها أصلا". قلت: يحتمل أنهم لما ذكروه سموه باسم آخر لكونه أشهر فيما بينهم.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: "البخع: قتل النفس غما". ثم قال: "وبخع فلان بالطاعة، وبما عليه من الحق: إذا أقر به وأذعن مع كراهة شديدة، تجري مجرى بخع نفسه في شدته".
وقوله:
"على آثارهم" متعلق ب "باخع"، أي: من بعد هلاكهم.
قوله:
"أسفا" يجوز أن يكون مفعولا من أجله والعامل فيه "باخع"، وأن يكون مصدرا في موضع الحال من الضمير في "باخع".