آ. (17) قوله تعالى:
تزاور : قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر "تزور" بزنة تحمر،
[ ص: 457 ] والكوفيون "تزاور" بتخفيف الزاي، والباقون بتثقيلها. ف "تزور" بمعنى تميل من الزور وهو الميل، وزاره بمعنى مال إليه، وقول الزور: ميل عن الحق، ومنه الأزور وهو المائل بعينه وبغيرها. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16675عمر بن أبي ربيعة: 3133 - ... ... ... ... وجنبي خيفة القوم أزور
وقيل: تزور بمعنى تنقبض من ازور، أي: انقبض. ومنه قول
عنترة: 3134 - فازور من وقع القنا بلبانه وشكا إلي بعبرة وتحمحم
وقيل: مال. ومثله قول
بشر بن أبي خازم: 3135 - يؤم بها الحداة مياه نخل وفيها عن أبانين ازورار
أي: ميل.
وأما "تزاور" و "تزاور" فأصلهما تتزاور بتاءين، فالكوفيون حذفوا إحدى التاءين، وغيرهم أدغم، وقد تقدم تحقيق هذا في "تظاهرون"
[ ص: 458 ] و "تساءلون" ونحوهما. ومعنى ذلك الميل أيضا.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12004أبو رجاء والجحدري nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب السختياني "تزوار" بزنة تحمار.
nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله nindex.php?page=showalam&ids=11904وأبو المتوكل "تزوئر" بهمزة مكسورة قبل راء مشددة، وأصلها "تزوار" كقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء ومن معه، وإنما كره الجمع بين الساكنين، فأبدل الألف همزة على حد إبدالها في "جأن" و "الضألين". وقد تقدم تحقيقه أول هذا التصنيف آخر الفاتحة.
و
إذا طلعت معمول ل "ترى" أو ل "تزاور"، وكذا
وإذا غربت معمول للأول أو للثاني وهو
"تقرضهم". والظاهر تمحضه للظرفية، ويجوز أن تكون شرطية.
ومعنى
"تقرضهم" تقطعهم لا تقربهم، لأن القرض القطع، من القطيعة والصرم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة: 3136 - إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف شمالا، وعن أيمانهن الفوارس
والقرض: القطع. وتقدم تحقيقه في البقرة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12095الفارسي: "معنى تقرضهم: تعطيهم من ضوئها شيئا ثم تزول سريعا كالقرض يسترد". وقد ضعف قوله بأنه كان ينبغي أن يقرأ "تقرضهم" بضم التاء لأنه من أقرض.
[ ص: 459 ] وقرئ "يقرضهم" بالياء من تحت، أي: الكهف، وفيه مخالفة بين الفعلين وفاعلهما، فالأولى أن يعود على الشمس ويكون كقوله:
3137 - ... ... ... ... ولا أرض أبقل إبقالها
وهو قول
ابن كيسان.
و
"ذات اليمين" و
"ذات الشمال" ظرفا مكان بمعنى جهة اليمين وجهة الشمال.
قوله:
وهم في فجوة منه جملة حالية، أي: نفعل هذا مع اتساع مكانهم، وهو أعجب لحالهم، إذ كان ينبغي أن تصيبهم الشمس لاتساعه. والفجوة: المتسع، من الفجا، وهو تباعد ما بين الفخذين. يقال: رجل أفجى وامرأة فجواء، وجمع الفجوة فجاء كقصعة وقصاع.
قوله:
"ذلك" مبتدأ مشار به إلى جميع ما تقدم من حديثهم. و
"من آيات الله" الخبر. ويجوز أن يكون "ذلك" خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر ذلك. و
من آيات الله حال.