آ. (44) قوله:
هنالك الولاية لله : يجوز أن يكون الكلام تم على قوله
"منتصرا" وهذه جملة منقطعة عما قبلها، وعلى هذا فيجوز في الكلام أوجه، أحدها: أن يكون "هنالك الولاية" مقدرا بجملة فعلية، فالولاية فاعل بالظرف قبلها، أي: استقرت الولاية لله، و "لله" متعلق بالاستقرار، أو بنفس الظرف لقيامه مقام العامل أو بنفس الولاية، أو بمحذوف على أنه حال من "الولاية"، وهذا إنما يتأتى على رأي
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش من حيث إن الظرف يرفع الفاعل من غير اعتماد.
والثاني: أن يكون "هنالك" منصوبا على الظرف متعلقا بخبر "الولاية"
[ ص: 499 ] وهو "لله" أو بما تعلق به "لله" أو بمحذوف على أنه حال منها، والعامل الاستقرار في "لله" عند من يجيز تقدم الحال على عاملها المعنوي، أو يتعلق بنفس "الولاية".
والثالث: أن يجعل "هنالك" هو الخبر، و "لله" فضلة، والعامل فيه ما تقدم في الوجه الأول.
ويجوز أن يكون "هنالك" من تتمة ما قبلها فلم يتم الكلام دونه، وهو معمول ل "منتصرا"، أي: وما كان منتصرا في الدار الآخرة، و "هنالك" إشارة إليها. وإليه نحا
أبو إسحاق. وعلى هذا فيكون الوقف على "هنالك" تاما، والابتداء بقوله: "الولاية لله" فتكون جملة من مبتدأ وخبر.
والظاهر في "هنالك": أنه على موضوعه من ظرفية المكان كما تقدم معناه. وتقدم أن الأخوين يقرآن "الولاية" بالكسر، والفرق بينها وبين قراءة الباقين بالفتح في سورة الأنفال فلا معنى لإعادته.
وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو والأصمعي أن كسر الواو هنا لحن. قالا: لأن فعالة إنما تجيء فيما كان صنعة أو معنى متقلدا، وليس هناك تولي أمور.
[ ص: 500 ] قوله:
"الحق" قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي برفع "الحق" والباقون بجره، والرفع، من ثلاثة أوجه، أحدها: أنه صفة للولاية. الثاني: أنه خبر مبتدأ مضمر، أي: هو، أي: ما أوحيناه إليك. الثالث: أنه مبتدأ، وخبره مضمر، أي: الحق ذلك. وهو ما قلناه.
والجر على أنه صفة للجلالة الكريمة.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي وأبو حيوة وعمرو بن عبيد nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب "الحق" نصبا على المصدر المؤكد لمضمون الجملة كقولك: "هذا عبد الله الحق لا الباطل".
قوله:
"عقبا" قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة بسكون القاف، والباقون بضمها. فقيل: لغتان كالقدس والقدس. وقيل: الأصل الضم، والسكون تخفيف. وقيل: بالعكس كالعسر واليسر، وهو عكس معهود اللغة. ونصبها ونصب
"ثوابا" و
"أملا" على التمييز لأفعل التفضيل قبلها. ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أنه قرئ: "عقبى" بالألف وهي مصدر أيضا كبشرى، وتروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم.