آ. (66) قوله:
أإذا ما مت : "إذا" منصوبة بفعل مقدر مدلول
[ ص: 617 ] عليه بقوله تعالى:
لسوف أخرج تقديره: إذا مت أبعث أو أحيا. ولا يجوز أن يكون العامل فيه: "أخرج" لأن ما بعد لام الابتداء لا يعمل فيما قبلها. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "لأن ما بعد اللام وسوف لا يعمل فيما قبلها كإن". قلت: قد جعل المانع مجموع الحرفين: أما اللام فمسلم، وأما حرف التنفيس فلا مدخل له في المنع; لأن حرف التنفيس يعمل ما بعده فيما قبله. تقول: زيدا سأضرب، وسوف أضرب، ولكن فيه خلاف ضعيف، والصحيح الجواز، وأنشدوا عليه:
3247 - فلما رأته أمنا هان وجدها وقالت: أبونا هكذا سوف يفعل
ف "هكذا" منصوب ب "يفعل" بعد حرف التنفيس.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: واللام في قوله:
"لسوف" مجلوبة على الحكاية لكلام تقدم بهذا المعنى، كأن قائلا قال للكافر: إذا مت يا فلان لسوف تخرج حيا، فقرر الكلام على الكلام على جهة الاستبعاد، وكرر اللام حكاية للقول الأول.
قال الشيخ: "ولا يحتاج إلى هذا التقدير، ولا أن هذا حكاية لقول تقدم، بل هو من كلام الكافر، وهو استفهام فيه معنى الجحد والاستبعاد".
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "لام الابتداء الداخلة على المضارع تعطي معنى
[ ص: 618 ] الحال فكيف جامعت حرف الاستقبال؟ قلت: لم تجامعها إلا مخلصة للتوكيد كما أخلصت الهمزة في: "يا الله" للتعويض، واضمحل عنها معنى التعريف". قال الشيخ: وما ذكر من أن اللام تعطي الحال مخالف فيه، فعلى مذهب من لا يرى ذلك يسقط السؤال. وأما قوله: "كما أخلصت الهمزة" فليس ذلك إلا على مذهب من يزعم أن أصله إلاه، وأما من يزعم أن أصله: لاه، فلا تكون الهمزة فيه للتعويض; إذ لم يحذف منه شيء، ولو قلنا: إن أصله إلاه، وحذفت فاء الكلمة، لم يتعين أن الهمزة فيه في النداء للتعويض، إذ لو كانت عوضا من المحذوف لثبتت دائما في النداء وغيره، ولما جاز حذفها في النداء، قالوا: "يا الله" بحذفها، وقد نصوا على أن [قطع] همزة الوصل في النداء شاذ.
وقرأ الجمهور:
"أإذا" بالاستفهام وهو استبعاد كما تقدم. وقرأ ابن ذكوان بخلاف عنه وجماعة: "إذا" بهمزة واحدة على الخبر، أو للاستفهام وحذف أداته للعلم بها، ولدلالة القراءة الأخرى عليها.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف "لسأخرج" بالسين دون سوف، هذا نقل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري عنه، وغيره نقل عنه: "سأخرج" دون لام ابتداء، وعلى هذه
[ ص: 619 ] القراءة يكون العامل في الظرف نفس "أخرج"، ولا يمنع حرف التنفيس على الصحيح.
وقرأ العامة:
"أخرج" مبنيا للمفعول.
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن وأبو حيوة: "أخرج" مبنيا للفاعل. و "حيا" حال مؤكدة لأن من لازم خروجه أن يكون "حيا" وهو كقوله:
أبعث حيا .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم وجماعة: "يذكر" مخففا مضارع "ذكر"، والباقون بالتشديد مضارع تذكر، والأصل "يتذكر" فأدغمت التاء في الذال. وقد قرأ بهذا الأصل وهو يتذكر:
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي.