صفحة جزء
آ. (98) قوله : وسع كل شيء علما : العامة على كسر السين خفيفة. و "علما" على هذه القراءة تمييز منقول من الفاعل; إذ الأصل: وسع كل شيء علمه. وقرأ مجاهد وقتادة بفتح السين مشددة. وفي انتصاب [ ص: 101 ] "علما" حينئذ [وجهان]، أحدهما: أنه مفعول به. قال الزمخشري: "وجهه أن وسع متعد إلى مفعول واحد. وأما "علما" فانتصابه على التمييز فاعلا في المعنى. فلما ثقل نقل إلى التعدية إلى مفعولين فنصبهما معا على المفعولية; لأن المميز فاعل في المعنى، كما تقول في "خاف زيد عمرا": "خوفت زيدا عمرا" فترد بالنقل ما كان فاعلا مفعولا". وقال أبو البقاء: "والمعنى: أعطى كل شيء علما" فضمنه معنى أعطى. وما قاله الزمخشري أولى.

والوجه الثاني: أنه تمييز أيضا كما هو في قراءة التخفيف. قال أبو البقاء: "وفيه وجه آخر: وهو أن يكون بمعنى: عظم خلق كل شيء كالأرض والسماء، وهو بمعنى بسط، فيكون علما تمييزا". وقال ابن عطية: "وسع خلق الأشياء وكثرها بالاختراع".

التالي السابق


الخدمات العلمية