آ. (3) قوله :
لاهية : يجوز أن تكون حالا من فاعل
"استمعوه" - عند من يجيز تعدد الحال- فتكون الحالان مترادفتين، وأن تكون
[ ص: 132 ] حالا من فاعل
"يلعبون" فتكون الحالان متداخلتين. وعبر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري عن ذلك فقال: "وهم يلعبون لاهية قلوبهم" حالان مترادفتان أو متداخلتان" وإذا جعلناهما حالين مترادفتين ففيه تقديم الحال غير الصريحة على الصريحة، وفيه من البحث كما في باب النعت. و
"قلوبهم" مرفوع بـ
"لاهية".
والعامة على نصب "لاهية".
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة بالرفع على أنها خبر ثان بقوله "وهم" عند من يجوز ذلك، أو خبر مبتدأ محذوف عند من لا يجوزه.
قوله:
"وأسروا النجوى الذين ظلموا" يجوز في محل "الذين" ثلاثة أوجه: الرفع والنصب والجر. فالرفع من أوجه، أحدها: أنه بدل من واو "أسروا" تنبيها على اتسامهم بالظلم الفاحش، وعزاه
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية nindex.php?page=showalam&ids=16076لسيبويه، وغيره
nindex.php?page=showalam&ids=15153للمبرد.
الثاني: أنه فاعل. والواو علامة جمع دلت على جمع الفاعل، كما تدل التاء على تأنيثه، وكذلك يفعلون في التثنية فيقولون: قاما أخواك. وأنشدوا:
3331 - يلومونني في اشتراء النخيـ ـل أهلي فكلهم ألوم
وقد تقدمت هذه المسألة في المائدة عند قوله تعالى:
"ثم عموا وصموا [ ص: 133 ] كثير منهم" وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة. وضعف بعضهم هذه اللغة، وبعضهم حسنها ونسبها
لأزد شنوءة، وقد تقدمت هذه المسألة في المائدة عند قوله تعالى:
"ثم عموا وصموا كثير منهم".
الثالث: أن يكون "الذين" مبتدأ، و "أسروا" جملة خبرية قدمت على المبتدأ، ويعزى
nindex.php?page=showalam&ids=15080للكسائي.
الرابع: أن يكون "الذين" مرفوعا بفعل مقدر فقيل تقديره: يقول الذين. واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=12940النحاس قال: "والقول كثيرا ما يضمر. ويدل عليه قوله بعد ذلك:
"هل هذا إلا بشر مثلكم". وقيل: تقديره: أسرها الذين ظلموا.
الخامس: أنه خبر مبتدأ مضمر تقديره: هم الذين ظلموا.
السادس: أنه مبتدأ. وخبره الجملة من قوله:
"هل هذا إلا بشر" ولا بد من إضمار القول على هذا القول تقديره: الذين ظلموا يقولون: هل هذا إلا بشر، والقول يضمر كثيرا.
والنصب من وجهين، أحدهما: الذم. الثاني: إضمار أعني. والجر من وجهين أيضا: أحدهما: النعت، والثاني: البدل، من "للناس"، ويعزى هذا للفراء وفيه بعد.
[ ص: 134 ] قوله:
"هل هذا" إلى قوله:
"تبصرون" يجوز في هاتين الجملتين الاستفهاميتين أن يكونا في محل نصب بدلا من "النجوى"، وأن يكونا في محل نصب بإضمار القول. قالهما
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري، وأن يكونا في محل نصب على أنهما محكيتان بالنجوى، لأنها في معنى القول. "وأنتم تبصرون" جملة حالية من فاعل "تأتون".