آ. (24) قوله :
هذا ذكر من معي : العامة على إضافة "ذكر" إلى "من" إضافة المصدر إلى مفعوله، كقوله تعالى:
"بسؤال نعجتك". وقرئ "ذكر" بالتنوين فيهما، و "من" مفتوحة الميم، نون
[ ص: 145 ] المصدر ونصب به المفعول كقوله تعالى:
"أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما".
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر "ذكر" بتنوينه و "من" بكسر الميم، وفيه تأويلان، أحدهما: أن ثم موصوفا محذوفا قامت صفته وهي الظرف مقامه. والتقدير: هذا ذكر من كتاب معي، ومن كتاب قبلي. والثاني: أن "معي" بمعنى عندي. ودخول "من" على "مع" في الجملة نادر; لأنها ظرف لا يتصرف. وقد ضعف
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم هذه القراءة، ولم ير لدخول "من" على "مع" وجها.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة "ذكر معي وذكر قبلي" بتنوينهما دون "من" فيهما. وقرأت طائفة "ذكر من" بالإضافة لـ "من" كالعامة، "وذكر من قبل" بتنوينه وكسر ميم "من". ووجهها واضح مما تتقدم.
قوله:
"لا يعلمون الحق" العامة على نصب "الحق". وفيه وجهان، أظهرهما: أنه مفعول به بالفعل قبله. والثاني: أنه مصدر مؤكد. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: "ويجوز أن يكون المنصوب أيضا على التوكيد لمضمون الجملة السابقة، كما تقول: "هذا عبد الله الحق لا الباطل" فأكد انتفاء العلم".
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وابن محيصن وحميد برفع "الحق". وفيه وجهان، أحدهما: أنه مبتدأ والخبر مضمر. والثاني: أنه خبر لمبتدأ مضمر. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: "وقرئ "الحق" بالرفع على توسيط التوكيد بين السبب والمسبب. والمعنى: أن إعراضهم بسبب الجهل هو الحق لا الباطل".
[ ص: 146 ]