آ. (80) قوله :
لبوس : الجمهور على فتح اللام، وهو الشيء المعد للبس. قال الشاعر:
3355 - البس لكل حالة لبوسها إما نعيمها وإما بوسها
وقرئ "لبوس" بضمها، وحينئذ: إما أن يكون جمع لبس المصدر الواقع موقع المفعول، وإما أن لا يكون واقعا موقعه، والأول أقرب. و "لكم" يجوز أن يتعلق بعلمناه، وأن يتعلق بصنعة. قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء. وفيه بعد، وأن يتعلق بمحذوف على أنه صفة للبوس.
قوله:
"لتحصنكم" هذه لام كي. وفي متعلقها أوجه، أحدها: أن يتعلق بعلمناه. وهذا ظاهر على القولين الأخيرين. وأما على القول الثالث فيشكل. وذلك أنه يلزم تعلق حرفي جر متحدين لفظا ومعنى. ويجاب عنه: بأن يجعل بدلا من "لكم" بإعادة العامل، كقوله تعالى:
"لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم" وهو بدل اشتمال وذلك أن "أن" الناصبة للفعل المقدر مؤولة هي
[ ص: 187 ] ومنصوبها بمصدر. وذلك المصدر بدل من ضمير الخطاب في "لكم" بدل اشتمال، والتقدير: وعلمناه صنعة لبوس لتحصينكم.
الثاني: أن يتعلق بـ
"صنعة" على معنى أنه بدل من "لكم" كما تقدم تقريره، وذلك على رأي
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبي البقاء فإنه علق " لكم " بـ
"صنعة". والثالث: أن يتعلق بالاستقرار الذي تعلق به "لكم" إذا جعلناه صفة لما قبله.
وقرأ الحرميان والأخوان
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو "ليحصنكم" بالياء من تحت. والفاعل الله تعالى - وفيه التفات على هذا الوجه إذ تقدمه ضمير المتكلم في قوله "وعلمناه"- أو
داود أو التعليم أو اللبوس. وقرأ
حفص nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر بالتاء من فوق. والفاعل الصنعة أو الدرع وهي مؤنثة، أو اللبوس; لأنها يراد بها ما يلبس، وهو الدرع، والدرع مؤنثة كما تقدم. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر "لنحصنكم" بالنون جريا على "علمناه" وعلى هذه القراءات الثلاث: الحاء ساكنة والصاد مخففة.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش "لتحصنكم" وكذا
الفقيمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بفتح الحاء وتشديد الصاد على التكثير. إلا أن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش بالتاء من فوق،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو بالياء من تحت. وقد تقدم ما هو الفاعل.