آ. (93) قوله :
أمرهم : فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه منصوب على إسقاط حرف الخفض أي: تفرقوا في أمرهم. الثاني: أنه مفعول به، وعدى تقطعوا لأنه بمعنى قطعوا. الثالث: أنه تمييز. وليس بواضح معنى وهو معرفة، فلا يصح من جهة صناعة البصريين. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "وقيل: هو تمييز أي تقطع أمرهم" فجعله منقولا من الفاعلية.
و
"زبرا" يجوز أن يكون مفعولا ثانيا على أن يضمن "تقطعوا" معنى صيروا بالتقطيع، وإما أن ينتصب على الحال من المفعول - أي: مثل زبر أي: كتب; فإن الزبر جمع زبور كرسل جمع رسول، أو يكون حالا من الفاعل. نقله
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء في سورة المؤمنين. وفيه نظر; إذ لا معنى له، وإنما يظهر كونه حالا من الفاعل في قراءة "زبرا" بفتح الباء أي فرقا. والمعنى: صيروا أمرهم زبرا أو تقطعوه في هذه الحال. والوجهان مأخوذان من تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري لمعنى الآية الكريمة، فإنه قال: "والمعنى: جعلوا أمر دينهم
[ ص: 197 ] فيما بينهم قطعا كما يتوزع الجماعة [الشيء] ويقتسمونه، فيطير لهذا نصيب ولذلك نصيب، تمثيلا لاختلافهم فيه وصيرورتهم فرقا وأحزابا".
وفي الكلام التفات من الخطاب وهو قوله "أمتكم" إلى الغيبة تشنيعا عليهم بسوء صنيعهم.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش بفتح الباء جمع زبرة، وهي قطعة الحديد في الأصل. ونصبه على الحال من ضمير الفاعل في "تقطعوا" وقد تقدم. ولم يتعرض له
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء في هذه السورة وتعرض له في المؤمنين فذكر فيه الأوجه المتقدمة وزاد أنه قرئ "زبرا" بسكون الباء، وهو بمعنى مضمومها.