آ. (5) قوله :
من البعث : يجوز أن يتعلق بـ "ريب"، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أنه صفة لـ ريب. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن "البعث" بفتح العين. وهي لغة كالطرد والجلب في الطرد والجلب بالسكون. قال الشيخ: "والكوفيون إسكان العين عندهم تخفيف [يقيسونه] فيما وسطه حرف حلق كالنهر والنهر والشعر والشعر، والبصريون لا يقيسونه، وما ورد من ذلك هو عندهم مما جاء فيه لغتان" قلت: فهذا يوهم ظاهره أن الأصل البعث بالفتح، وإنما خفف، وليس الأمر كذلك، وإنما محل النزاع إذا سمع الحلقي مفتوح العين: هل يجوز تسكينه أم لا؟ لا أنه كل ما جاء ساكن العين من الحلقيها يدعى أن أصلها الفتح كما هو ظاهر عبارته.
قوله:
"مخلقة وغير مخلقة" العامة على الجر في "مخلقة"، وفي "غير"، على النعت. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة بنصبهما على الحال من النكرة، وهو قليل جدا وإن كان
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه قاسه.
[ ص: 231 ] والعلقة: القطعة من الدم الجامدة. وعن بعضهم - وقد سئل عن أصعب الأشياء- فقال: "وقع الزلق على العلق" أي: على دم القتلى في المعركة. والمضغة: القطعة من اللحم قدر ما تمضغ نحو: الغرفة والأكلة بمعنى: المغروفة والمأكولة. والمخلقة: الملساء التي لا عيب فيها من قولهم: صخرة خلقاء أي: ملساء. وخلقت السواك: سويته وملسته. وقيل: التضعيف في "مخلقة" دلالة على تكثير الخلق لأن الإنسان ذو أعضاء متباينة وخلق متفاوتة. قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية. وهو معنى حسن.
قوله: "ونقر" العامة على رفع "ونقر" لأنه مستأنف، وليس علة لما قبله فينتصب نسقا على ما تقدمه. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17379يعقوب nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم في رواية بنصبه. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "على أن يكون معطوفا في اللفظ، والمعنى مختلف; لأن اللام في "لنبين" للتعليل، واللام المقدرة من "نقر" للصيرورة" وفيه نظر; لأن قوله "معطوفا في اللفظ" يدفعه قوله: "واللام المقدرة" فإن تقدير اللام يقتضي النصب بإضمار "أن" بعدها لا بالعطف على ما قبله.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم أيضا "ثم نخرجكم" بنصب الجيم. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة "ليبين ويقر" بالياء من تحت فيهما، والفاعل هو الله تعالى كما في قراءة النون. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17379يعقوب في رواية "ونقر" بفتح النون وضم القاف ورفع الراء، من قر الماء
[ ص: 232 ] يقره أي: صبه. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12020أبو زيد النحوي "ويقر" بفتح الياء من تحت وكسر القاف ونصب الراء أي: ويقر الله. وهو من قر الماء إذا صبه. وفي "الكامل"
لابن جبارة "لنبين ونقر ثم نخرجكم" بالنصب فيهن - يعني وبالنون في الجميع- المفضل. بالياء فيهما مع النصب: أبو حاتم، وبالياء والرفع عمر بن شبة" انتهى.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: [640/ب] "والقراءة بالرفع إخبار بأنه تعالى يقر في الأرحام ما يشاء أن يقره". ثم قال: "والقراءة بالنصب تعليل، معطوف على تعليل. معناه: خلقناكم مدرجين، هذا التدريج لغرضين، أحدهما: أن نبين قدرتنا. والثاني: أن نقر في الأرحام من نقر، ثم يولدوا وينشؤوا ويبلغوا حد التكليف فأكلفهم. ويعضد هذه القراءة قوله
"ثم لتبلغوا أشدكم".
قلت: تسمية مثل هذه الأفعال المسندة إلى الله تعالى غرضا لا يجوز.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب "نشاء" بكسر النون، وهو كسر حرف المضارعة، وقد تقدم ذلك في أول هذا الموضوع.
قوله: "طفلا" حال من مفعول "نخرجكم"، وإنما وحد لأنه في الأصل
[ ص: 233 ] مصدر كالرضا والعدل، فيلزم الإفراد والتذكير، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد: إما لأنه مراد به الجنس، وإما لأن المعنى: يخرج كل واحد منكم نحو: القوم يشبعهم رغيف أي: كل واحد منهم. وقد يطابق به ما يراد به، فيقال: طفلان وأطفال. وفي الحديث: "سئل عن أطفال المشركين" والطفل يطلق على الولد من حين الانفصال إلى البلوغ. وأما الطفل بالفتح فهو الناعم، والمرأة طفلة قال:
3371 - ولقد لهوت بطفلة ميالة بلهاء تطلعني على أسرارها
أما الطفل بفتح الطاء والفاء فوقت ما بعد العصر، من قولهم: طفلت الشمس إذا مالت للغروب. وأطفلت المرأة أي: صارت ذات طفل.
وقرأت فرقة "يتوفى" بفتح الياء. وفيه تخريجان، أحدهما: أن الفاعل ضمير الباري تعالى أي: يتوفاه الله تعالى، كذا قدره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري. والثاني: أن الفاعل ضمير "من" أي: يتوفى أجله. وهذه القراءة كالتي في البقرة "والذين يتوفون منكم" أي: مدتهم.
[ ص: 234 ] وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع أنهما قرآ "العمر" بسكون العين وهو تخفيف قياسي نحو "عنق" في "عنق".
قوله:
"لكيلا" متعلق بـ
"يرد". وتقدم نظيره في النحل.
و
"هامدة" نصب على الحال لأن الرؤية بصرية. والهمود: السكون والخشوع. وهمدت الأرض: يبست ودرست. وهمد الثوب: بلي. قال
الأعشى: 3372 - قالت قتيلة ما لجسمك شاحبا وأرى ثيابك باليات همدا
والاهتزاز: التحرك، وتجوز به هنا عن إنبات الأرض نباتها بالماء. والجمهور على "ربت" أي: زادت، من ربا يربو. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر وعبد الله بن جعفر nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو في رواية "وربأت" بالهمز أي ارتفعت. يقال: ربأ بنفسه عن كذا أي: ارتفع عنه. ومنه الربيئة وهو من يطلع على موضع عال لينظر للقوم ما يأتيهم. ويقال له "ربيء" أيضا قال الشاعر:
3373 - بعثنا ربيئا قبل ذلك مخملا كذئب الغضى يمشي الضراء ويتقي
[ ص: 235 ] قوله:
"من كل زوج" فيه وجهان، أحدهما: أنه صفة للمفعول المحذوف تقديره: وأنبتت ألوانا أو أزواجا من كل زوج. والثاني: أن "من" زائدة أي: أنبتت كل زوج. وهذا ماش عند الكوفيين
nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش.
والبهيج: الحسن الذي يسر ناظره. وقد بهج بالضم- بهاجة وبهجة أي: حسن. وأبهجني كذا أي: سرني بحسنه.