آ. (31) قوله :
حنفاء : حال من فاعل "اجتنبوا". وكذلك
"غير مشركين" وهي حال مؤكدة، إذ يلزم من كونهم حنفاء عدم الإشراك.
قوله:
"فتخطفه" قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع بفتح الخاء والطاء مشددة. وأصلها تختطفه فأدغم. وباقي السبعة "فتخطفه" بسكون الخاء وتخفيف الطاء. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء بكسر التاء والخاء والطاء مع التشديد. وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن [ ص: 271 ] أيضا فتح الطاء مشددة مع كسر التاء والخاء. وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش كقراءة العامة إلا أنه بغير فاء: "تخطفه". وتوجيه هذه القراءات قد تقدم مستوفى في أوائل البقرة عند ذكري القراءات في قوله تعالى:
"يكاد البرق يخطف" فلا أعيدها.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر "الرياح" جمعا. وقوله "
خر" في معنى يخر; ولذلك عطف عليه المستقبل وهو "فتخطفه"، ويجوز أن يكون على بابه، ولا يكون "فتخطفه" عطفا عليه، بل هو خبر مبتدأ مضمر أي: فهو يخطفه.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: "ويجوز في هذا التشبيه أن يكون من المركب والمفرق. فإن كان تشبيها مركبا فكأنه قال: من أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكا ليس بعده [هلاك]: بأن صور حاله بصورة حال من خر من السماء فاختطفته الطير، فتفرق مزعا في حواصلها، أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المطاوح البعيدة. وإن كان مفرقا فقد شبه الإيمان في علوه بالسماء، والذي ترك الإيمان وأشرك بالله، بالساقط من السماء، والأهواء التي تتوزع أفكاره بالطير المتخطفة، والشيطان الذي يطوح به في وادي الضلالة بالريح التي تهوي بما عصفت به في بعض المهاوي المتلفة". قلت: وهذه العبارة من
nindex.php?page=showalam&ids=14423أبي القاسم مما ينشطك إلى تعلم علم البيان فإنها في غاية [646/أ] البلاغة.
والأوثان: جمع وثن. والوثن يطلق على ما صور من نحاس وحديد وخشب. ويطلق أيضا على الصليب. "عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه [ ص: 272 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=76لعدي بن حاتم وقد رأى في عنقه صليبا: ألق هذا الوثن عنك". وقال
الأعشى: 3387 - يطوف العباد بأبوابه كطوف النصارى ببيت الوثن
واشتقاقه من وثن الشيء أي: أقام بمكانه وثبت فهو واثن. وأنشد
لرؤبة: 3388 - على أخلاء الصفاء الوثن ... ... ... ...
أي: المقيمين على العهد. وقد تقدم الفرق بين الوثن والصنم.
والسحيق: البعيد. ومنه سحقه الله أي: أبعده. وقوله عليه السلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=847970 "فأقول سحقا سحقا" أي: بعدا بعدا. والنخلة السحوق: الممتدة في السماء، من ذلك.