آ. (72) قوله :
تعرف : العامة على "تعرف" خطابا مبنيا للفاعل.
"المنكر" مفعول به.
nindex.php?page=showalam&ids=16747وعيسى بن عمر "يعرف" بالياء من تحت مبنيا
[ ص: 305 ] للمفعول، و "المنكر" مرفوع قائم مقام الفاعل. والمنكر اسم مصدر بمعنى الإنكار. وقوله:
"الذين كفروا" من إقامة الظاهر مقام المضمر للزيادة عليهم بذلك.
قوله:
"يكادون يسطون" هذه حال: إما من الموصول، وإن كان مضافا إليه، لأن المضاف جزؤه، وإما من الوجوه لأنها يعبر بها عن أصحابها، كقوله:
"ووجوه يومئذ عليها غبرة" ثم قال:
"أولئك هم". و
"يسطون" ضمن معنى يبطشون فيعدى تعديته، وإلا فهو متعد بـ على يقال: سطا عليه. وأصله القهر والغلبة. وقيل: إظهار ما يهول للإخافة. ولفلان سطوة أي: تسلط وقهر.
قوله:
"النار" يقرأ بالحركات الثلاث: فالرفع من وجهين. أحدهما: الرفع على الابتداء، والخبر الجملة من
"وعدها الله" والجملة لا محل لها فإنها مفسرة للشر المتقدم. كأنه قيل: ما شر من ذلك؟ فقيل: النار وعدها الله. والثاني: أنها خبر مبتدأ مضمر كأنه قيل: ما شر من ذلك؟ فقيل: النار أي: هو النار، وحينئذ يجوز في "وعدها الله" الرفع على كونها خبرا بعد خبر.
وأجيز أن تكون بدلا من "النار". وفيه نظر: من حيث إن المبدل منه مفرد. وقد يجاب عنه: بأن الجملة في تأويل مفرد، وتكون بدل اشتمال. كأنه قيل النار وعدها الله الكفار. وأجيز أن تكون مستأنفة لا محل لها. ولا يجوز أن تكون حالا. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "لأنه ليس في الجملة ما يصلح أن يعمل في
[ ص: 306 ] الحال". وظاهر نقل الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أنه يجيز كونها حالا فقال: "وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن تكون "النار" مبتدأ، و "وعدها" خبر، وأن يكون حالا على الإعراب الأول". انتهى. والإعراب الأول هو كون "النار" خبر مبتدأ مضمر.
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري لم يجعلها حالا إلا إذا نصبت "النار" أو جررتها بإضمار "قد" هذا نصه. وإنما منع ذلك لما تقدم من قول
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبي البقاء، وهو عدم العامل.
والنصب - وهو قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة- من ثلاثة أوجه، أحدها: أنها منصوبة بفعل مقدر يفسره الفعل الظاهر، والمسألة من الاشتغال. الثاني: أنها منصوبة على الاختصاص، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري. الثالث: أن ينتصب بإضمار أعني، وهو قريب مما قبله أو هو هو.
[651/أ] والجر - وهو قراءة
ابن أبي إسحاق وإبراهيم بن نوح- على البدل من "شر".
والضمير في "وعدها". قال الشيخ: "الظاهر أنه هو المفعول الأول على أنه تعالى وعد النار بالكفار أن يطعمها إياهم، ألا ترى إلى قوله تعالى:
"وتقول هل من مزيد". ويجوز أن يكون الضمير هو المفعول الثاني،
[ ص: 307 ] و
"الذين كفروا" هو المفعول الأول كما قال: "وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم". قلت: ينبغي أن يتعين هذا الثاني; لأنه متى اجتمع بعدما يتعدى إلى اثنين شيئان ليس ثانيهما عبارة عن الأول، فالفاعل المعنوي رتبته التقديم وهو المفعول الأول. ونعني بالفاعل المعنوي من يتأتى منه فعل. فإذا قلت: وعدت زيدا دينارا فالدينار هو المفعول; لأنه لا يتأتى منه فعل، وهو نظير: "أعطيت زيدا درهما" فـ "زيد" هو الفاعل لأنه آخذ للدرهم.
قوله:
"وبئس المصير" المخصوص محذوف. تقديره: وبئس المصير هي النار.