آ. (78) قوله :
حق جهاده : يجوز أن يكون منصوبا على المصدر. وهو واضح. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أي: جهادا حق جهاده" وفيه نظر من حيث إن هذا معرفة فكيف يجعل صفة لنكرة؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: "فإن قلت: ما وجه هذه الإضافة، وكان القياس حق الجهاد فيه، أو حق جهادكم فيه. كما قال:
"وجاهدوا في الله"؟ قلت: الإضافة تكون بأدنى ملابسة واختصاص، فلما كان الجهاد [651/ب] مختصا بالله من حيث إنه مفعول من أجله ولوجهه صحت إضافته إليه. ويجوز أن يتسع في الظرف كقوله:
3400 - ويوم شهدناه سليمى وعامرا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يعني بالظرف الجار والمجرور، كأنه كان الأصل: حق جهاد فيه، فحذف حرف الجر وأضيف المصدر للضمير، وهو من باب "هو حق عالم وجد عالم" أي: عالم حقا وعالم جدا.
قوله:
"ملة أبيكم" فيه أوجه أحدها: أنها منصوبة بـ "اتبعوا" مضمرا قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي، وتبعه
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء. الثاني: أنها على الاختصاص أي: أعني بالدين
[ ص: 310 ] ملة أبيكم. الثالث: أنها منصوبة بما تقدمها، كأنه قال: وسع دينكم توسعة ملة أبيكم، ثم حذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه. قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري. الرابع: أنه منصوب بـ "جعلها" مقدرا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية. الخامس: أنها منصوبة على حذف كاف الجر أي كملة
إبراهيم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء قريبا منه. فإنه قال: "وقيل: تقديره: مثل ملة; لأن المعنى: سهل عليكم الدين مثل ملة أبيكم، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه". وأظهر هذه الثالث. و
"إبراهيم" بدل أو بيان، أو منصوب بأعني.
قوله:
"هو سماكم" في هذا الضمير قولان، أحدهما: أنه عائد على " إبراهيم " فإنه أقرب مذكور. إلا أن
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية قال: "وفي هذه اللفظة - يعني قوله
"وفي هذا"- ضعف قول من قال: الضمير
لإبراهيم. ولا يتوجه إلا بتقدير محذوف من الكلام مستأنف" انتهى. ومعنى "ضعف قول من قال بذلك" أن قوله
"وفي هذا" عطف على "من قبل"، و "هذا" إشارة إلى القرآن فيلزم أن "إبراهيم" سماهم المسلمين في القرآن. وهو غير واضح; لأن القرآن المشار إليه إنما نزل بعد
إبراهيم بمدد طوال; فلذلك ضعف قوله. وقوله: "إلا بتقدير محذوف" الذي ينبغي أن يقدر: وسميتم في هذا القرآن المسلمين. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "قيل الضمير
لإبراهيم، فعلى هذا الوجه يكون قوله
"وفي [ ص: 311 ] هذا" أي: وفي هذا القرآن سبب تسميتهم". والثاني: أنه عائد على الله تعالى ويدل له قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي: "الله سماكم" بصريح الجلالة أي: سماكم في الكتب السالفة وفي هذا القرآن الكريم أيضا.
قوله:
"ليكون الرسول" متعلق بسماكم.
وقوله:
"فنعم المولى" أي: الله. وحسن حذف المخصوص وقوع الثاني رأس آية وفاصلة.
[ تم بعونه تعالى سورة الحج]