آ. (35) قوله :
أيعدكم أنكم : الآية في إعرابها ستة أوجه، أحدها: أن اسم "أن" الأولى مضاف لضمير الخطاب حذف وأقيم المضاف إليه مقامه، والخبر قوله:
"إذا متم" و
"أنكم مخرجون" تكرير لـ "أن" الأولى للتأكيد والدلالة على المحذوف والمعنى: أن إخراجكم إذا متم وكنتم.
[ ص: 334 ] الثاني: أن خبر "أن" الأولى هو "مخرجون"، وهو العامل في "إذا"، وكررت الثانية توكيدا لما طال الفصل. وإليه ذهب
الجرمي nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء.
الثالث: أن
"أنكم مخرجون" مؤول بمصدر مرفوع بفعل محذوف، ذلك الفعل المحذوف هو جواب "إذا" الشرطية، وإذا الشرطية وجوابها المقدر خبر لـ "أنكم" الأولى، تقديره: يحدث أنكم مخرجون.
الرابع: - كالثالث- في كونه مرفوعا بفعل مقدر، إلا أن هذا الفعل المقدر خبر لـ "أن" الأولى، وهو العامل في "إذا".
الخامس: أن خبر الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه، تقديره: أنكم تبعثون، وهو العامل في الظرف، وأن الثانية وما في حيزها بدل من الأولى، وهذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه.
السادس: أن "أنكم مخرجون" مبتدأ، وخبره الظرف مقدما عليه، والجملة خبر عن "أنكم" الأولى، والتقدير: أيعدكم أنكم إخراجكم كائن أو مستقر وقت موتكم. ولا يجوز أن يكون العامل في "إذا" "مخرجون" على كل قول; لأن ما في حيز "أن" لا يعمل فيما قبلها، ولا يعمل فيها "متم" لأنه مضاف إليه، و "أنكم" وما في حيزه في محل نصب أو جر بعد حذف الحرف، إذ الأصل: أيعدكم بأنكم. ويجوز أن لا يقدر حرف جر، فيكون في محل نصب فقط نحو: وعدت زيدا خيرا.
[ ص: 335 ]