آ. (254) قوله تعالى:
أنفقوا : مفعوله محذوف، تقديره: شيئا مما رزقناكم فعلى هذا
"مما رزقناكم" متعلق بمحذوف في الأصل لوقوعه صفة لذلك المفعول، وإن لم تقدر مفعولا محذوفا فتكون متعلقة بنفس الفعل. و "ما" يجوز أن تكون بمعنى الذي، والعائد محذوف أي: رزقناكموه، وأن تكون مصدرية فلا حاجة إلى عائد، ولكن الرزق المراد به المصدر لا ينفق، فالمراد به اسم المفعول، وأن تكون نكرة موصوفة وقد تقدم تحقيق هذا عند قوله:
"ومما رزقناهم ينفقون".
قوله:
"من قبل" متعلق أيضا بأنفقوا، وجاز تعلق حرفين بلفظ واحد بفعل واحد لاختلافهما معنى; فإن الأولى للتبعيض والثانية لابتداء الغاية، و "أن يأتي" في محل جر بإضافة "قبل" إليه أي: من قبل إتيانه.
وقوله:
"لا بيع فيه ولا خلة" إلى آخره: الجملة المنفية صفة لـ "يوم" فمحلها الرفع. وقرأ "بيع" وما بعده مرفوعا منونا نافع والكوفيون
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر، وبالفتح
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير، وتوجيه ذلك، مذكور في قوله:
"فلا رفث ولا فسوق" فلينظر ثمة.
والخلة: الصداقة كأنها تتخلل الأعضاء، أي: تدخل خلالها، أي وسطها.
والخلة: الصديق نفسه، قال:
[ ص: 539 ] 1030 - وكان لها في سالف الدهر خلة يسارق بالطرف الخباء المسترا
وكأنه من إطلاق المصدر على العين مبالغة، أو على حذف مضاف، أي: كان لها ذو خلة.
nindex.php?page=showalam&ids=14248والخليل: الصديق لمداخلته إياك، ويصلح أن يكون بمعنى فاعل أو مفعول، وجمعه "خلان"، وفعلان جمع فعيل نقل في الصفات، وإنما يكثر في الجوامد نحو: "رغفان". وقوله:
"هم الظالمون" يجوز أن يكون "هم" فصلا أو مبتدأ وما بعده خبر، والجملة خبر الأول.