آ. (40) قوله :
أنا آتيك : يجوز أن يكون فعلا مضارعا، فوزنه أفعل نحو: أضرب، والأصل أأتيك بهمزتين، فأبدلت الثانية ألفا، وأن يكون اسم فاعل، وزنه فاعل والألف زائدة، والهمزة أصلية عكس الأول. وأمال
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة "آتيك" في الموضعين من هذه السورة بخلاف عن
nindex.php?page=showalam&ids=15825خلاد.
قوله: "طرفك": فيه وجهان، أحدهما: أنه الجفن. عبر به عن سرعة الأمر. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: "هو تحريك أجفانك إذا نظرت فوضع موضع النظر". والثاني: أنه بمعنى المطروف أي: الشيء الذي تنظره. والأول هو الظاهر; لأن الطرف قد وصف بالإرسال في قوله:
3571 - وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر رأيت الذي لا كله أنت قادر
عليه ولا عن بعضه أنت صابر
[ ص: 616 ] قوله: "مستقرا" حال لأن الرؤية بصرية. و "عنده" معمول له. لا يقال: إذا وقع الظرف حالا وجب حذف متعلقه فكيف ذكر هنا؟ لأن الاستقرار هنا ليس هو ذلك الحصول المطلق بل المراد به هنا الثابت الذي لا يتقلقل، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء. وقد جعله
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية هو العامل في الظرف الذي كان يجب حذفه فقال: "وظهر العامل في الظرف من قوله "مستقرا" وهذا هو المقدر أبدا مع كل ظرف جاء هنا مظهرا، وليس في كتاب الله مثله". وما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أحسن. على أنه قد ظهر العامل المطلق في قوله:
3572 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فأنت لدى بحبوحة الهون كائن
وقد تقدم ذلك محققا في أول الفاتحة، فعليك بالالتفات إليه.
قوله:
"أأشكر" معلق
"ليبلوني" و " أم " متصلة، وكذلك قوله "ننظر: أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون".
قوله:
"ومن شكر" "ومن كفر" يحتمل أن تكون "من" شرطية أو موصولة مضمنة معنى الشرط، فلذلك دخلت الفاء في الخبر. والظاهر: أن جواب الشرط الثاني أو خبر الموصول قوله:
"فإن ربي غني كريم" ولا بد حينئذ من ضمير يعود على "من" تقديره: غني عن شكره. وقيل: الجواب محذوف تقديره: فإنما كفره عليه; لدلالة مقابله وهو قوله:
"فإنما يشكر لنفسه" عليه.
[ ص: 617 ]