آ . (57) قوله :
فيومئذ : أي : إذ يقع ذلك ، ويقول الذين أوتوا العلم تلك المقالة .
[ ص: 56 ] قوله : "
لا ينفع " هو الناصب لـ " يومئذ " قبله . وقرأ
الكوفيون هنا وفي غافر بالياء من تحت . وافقهم
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع على ما في غافر ، لأن التأنيث مجازي ولأنه قد فصل أيضا . والباقون بالتأنيث فيهما مراعاة للفظ .
قوله :
ولا هم يستعتبون قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " من قولك : استعتبني فلان فأعتبته أي : استرضاني فأرضيته ، وكذلك إذا كنت جانيا عليه . وحقيقة أعتبته . أزلت عتبه ألا ترى إلى قوله :
3655 - غضبت تميم أن يقتل عامر يوم النسار فأعتبوا بالصيلم
كيف جعلهم غضابا ؟ ثم قال : " فأعتبوا " أي : أزيل غضبهم . والغضب في معنى العتب . والمعنى : لا يقال لهم : أرضوا ربكم بتوبة وطاعة . ومثله قوله تعالى :
فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون فإن قلت : كيف جعلوا غير مستعتبين في بعض الآيات وغير معتبين في بعضها ، وهو قوله :
وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين . قلت : أما كونهم غير مستعتبين فهذا معناه ، وأما كونهم غير معتبين فمعناه : أنهم غير راضين بما هم فيه ، فشبهت حالهم بحال قوم جني عليهم فهم عاتبون على الجاني ، غير راضين عنه بما هم
[ ص: 57 ] فيه . فإن يستعتبوا الله أي يسألوه إزالة ما هم فيه فما هم من المجابين " انتهى .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية : " ويستعتبون بمعنى يعتبون كما تقول : يملك ويستملك . والباب في استفعل طلب الشيء ، وليس هذا منه ; لأن المعنى كان يفسد ; إذ كان المفهوم منه : ولا يطلب منهم عتبى " . قلت : وليس فاسدا لما تقدم من قول
nindex.php?page=showalam&ids=14423أبي القاسم .