آ . (20) قوله :
صدق : قرأ الكوفيون " صدق " بتشديد الدال . والباقون بتخفيفها . فأما الأولى فـ " ظنه " مفعول به . والمعنى : أن ظن إبليس ذهب إلى شيء فوافق ، فصدق هو ظنه على المجاز والاتساع . ومثله : كذبت ظني ونفسي وصدقتهما ، وصدقاني وكذباني . وهو مجاز سائغ . أي : ظن شيئا فوقع . وأصله : من قوله : "
ولأغوينهم " و " لأضلنهم " وغير ذلك .
وأما الثانية فانتصب " ظنه " على ما تقدم من المفعول به كقولهم : أصبت ظني ، وأخطأت ظني . أو على المصدر بفعل مقدر أي : يظن ظنه ، أو على
[ ص: 177 ] إسقاط الخافض أي : في ظنه .
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري برفع " ظنه " ونصب " إبليس " كقول الشاعر :
3738 - فإن يك ظني صادقا وهو صادقي ... ... ... ...
جعل ظنه صادقا فيما ظنه مجازا واتساعا . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو برفعهما وهي واضحة . جعل " ظنه " بدل اشتمال من إبليس .
والظاهر أن الضمير في " عليهم " عائد على أهل
سبأ ، و " إلا فريقا " استثناء من فاعل " اتبعوه " و " من المؤمنين " صفة " فريقا " . و " من " للبيان لا للتبعيض لئلا يفسد المعنى ; إذ يلزم أن يكون بعض من آمن اتبع إبليس .