[ ص: 209 ] سورة فاطر
بسم الله الرحمن الرحيم
آ . (1) قوله :
فاطر السماوات : إن جعلت إضافته محضة كان نعتا لله ، وإن جعلتها غير محضة كان بدلا . وهو قليل من حيث إنه مشتق . وهذه قراءة العامة : " فاطر " اسم فاعل .
nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك " فطر " فعلا ماضيا . وفيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه صلة لموصول محذوف أي : الذي فطر ، كذا قدره
أبو الفضل . ولا يليق بمذهب البصريين ; لأن حذف الموصول الاسمي لا يجوز . وقد تقدم هذا الخلاف مستوفى في البقرة . الثاني : أنه حال على إضمار " قد " قاله
أبو الفضل أيضا . الثالث : أنه خبر مبتدأ مضمر أي : هو فطر . وقد حكى
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري قراءة تؤيد ما ذهب إليه
الرازي فقال : " وقرئ الذي فطر وجعل " فصرح بالموصول .
قوله : "
جاعل " العامة أيضا على جره نعتا أو بدلا .
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن بالرفع
[ ص: 210 ] والإضافة ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو كذلك ، إلا أنه لم ينون ، ونصب " الملائكة " ، وذلك على حذف التنوين لالتقاء الساكنين ، كقوله :
3758 - ... ... ... ... ولا ذاكر الله إلا قليلا
nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر وخليد بن مشيط " جعل " فعلا ماضيا بعد قراءة " فاطر " بالجر ، وهذه كقراءة
فالق الإصباح ، وجعل الليل .
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن وحميد " رسلا " بسكون السين ، وهي لغة
تميم . وجاعل يجوز أن يكون بمعنى مصير أو بمعنى خالق . فعلى الأول يجري الخلاف : هل نصب الثاني باسم الفاعل ، أو بإضمار فعل ، هذا إن اعتقد أن جاعلا غير ماض ، أما إذا كان ماضيا تعين أن ينتصب بإضمار فعل . وقد حقق ذلك في الأنعام . وعلى الثاني ينتصب على الحال . و
مثنى وثلاث ورباع صفة لـ "
أجنحة " . و "
أولي " صفة لـ "
رسلا " . وقد تقدم تحقيق الكلام في " مثنى " وأختيها في سورة النساء مستوفى . قال الشيخ : " وقيل : "
أولي أجنحة " معترض و "
مثنى " حال ، والعامل فعل محذوف يدل عليه "
رسلا " أي : يرسلون مثنى وثلاث ورباع " وهذا لا يسمى اعتراضا لوجهين ، أحدهما : أن "
أولي " صفة لـ "
رسلا " ، والصفة لا يقال فيها معترضة . والثاني : أنها ليست حالا من " رسلا " بل من محذوف فكيف يكون ما قبله معترضا ؟ ولو
[ ص: 211 ] جعله حالا من الضمير في " رسلا " لأنه مشتق لسهل ذلك بعض شيء ، ويكون الاعتراض بالصفة مجازا ، من حيث إنه فاضل في السورة .
قوله : "
يزيد " مستأنف . وما "
يشاء " هو المفعول الثاني للزيادة ، والأول لم يقصد ، فهو محذوف اقتصارا ، لأن ذكر قوله : "
في الخلق " يغني عنه .