آ . (40) قوله :
أرأيتم : فيها وجهان ، أحدهما : أنها ألف استفهام على بابها ، ولم تتضمن هذه الكلمة معنى أخبروني ، بل هو استفهام حقيقي . وقوله : "
أروني " أمر تعجيز . والثاني : أن الاستفهام غير مراد ، وأنها ضمنت معنى أخبروني . فعلى هذا تتعدى لاثنين ، أحدهما : "
شركاءكم " ، والثاني : الجملة الاستفهامية من قوله : "
ماذا خلقوا " . و "
أروني " يحتمل أن تكون جملة اعتراضية . الثاني : أن تكون المسألة من باب الإعمال ، فإن "
أرأيتم " يطلب "
ماذا خلقوا " مفعولا ثانيا ، و " أروني " أيضا يطلبه معلقا له ، وتكون المسألة من باب إعمال الثاني على مختار البصريين ، و " أروني " هنا بصرية تعدت للثاني بهمزة النقل ، والبصرية قبل النقل تعلق بالاستفهام
[ ص: 238 ] كقولهم : " أما ترى أي برق ها هنا " ؟ وقد تقدم الكلام على " أرأيتم " هذه في الأنعام مشبعا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية هنا : " إن أرأيتم يتنزل عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه منزلة أخبروني ; ولذلك لا يحتاج إلى مفعولين " . وهو غلط بل يحتاج كما تقدم تقريره . وجعل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري الجملة من قوله : "
أروني " بدلا من قوله "
أرأيتم " قال : " لأن معنى أرأيتم أخبروني " . ورده الشيخ : بأن البدل مما دخلت عليه أداة الاستفهام يلزم إعادتها في البدل ولم تعد هنا . وأيضا فإبدال جملة من جملة لم يعهد في لسانهم .
قلت : والجواب عن الأول : أن الاستفهام فيه غير مراد قطعا فلم تعد أداته لعدم إرادته . وأما قوله : " لم يوجد في لسانهم " فقد وجد . ومنه :
3770 - متى تأتنا تلمم بنا ... ... ... ...
البيت . [وقوله : ]
[ ص: 239 ] إن علي الله أن تبايعا تؤخذ كرها ... ... ... ...
البيت . وقد نص النحويون : على أنه متى كانت الجملة في معنى الأول ومبينة لها أبدلت منها .
قوله :
فهم على بينت الضمير في "
آتيناهم " و " فهم " الأحسن أن يعود على الشركاء لتتناسق الضمائر . وقيل : يعود على المشركين ، فيكون التفاتا من خطاب إلى غيبة .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير وحفص " بينة " بالإفراد . والباقون " بينات " بالجمع . و " إن " في " إن يعد " نافية .