آ . (12) قوله :
ذو الأوتاد : هذه استعارة بليغة : حيث شبه الملك ببيت الشعر ، وبيت الشعر لا يثبت إلا بالأوتاد والأطناب ، كما قال
الأفوه :
3851 - والبيت لا يبتنى إلا على عمد ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فاستعير لثبات العز والملك واستقرار الأمر ، كقول الأسود :
3852 - ... ... ... ... في ظل ملك ثابت الأوتاد
والأوتاد : جمع وتد . وفيه لغات : وتد بفتح الواو وكسر التاء وهي الفصحى ، ووتد بفتحتين ، وود بإدغام التاء في الدال قال :
[ ص: 362 ] 3853 - تخرج الود إذا ما أشجذت وتواريه إذا ما تشتكر
و " وت " بإبدال الدال تاء ثم إدغام التاء فيها . وهذا شاذ لأن الأصل إبدال الأول للثاني لا العكس . وقد تقدم نحو من هذا في آل عمران عند قوله تعالى :
فمن زحزح عن النار . ويقال : وتد واتد أي : قوي ثابت ، وهو مثل مجاز قولهم : شغل شاغل . وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي :
3854 - ألاقت على الماء جذيلا واتدا ولم يكن يخلفها المواعدا
وقيل : الأوتاد هنا حقيقة لا استعارة . ففي التفسير : أنه كان له أوتاد يربط عليها الناس يعذبهم بذلك . وتقدم الخلاف في الأيكة في سورة الشعراء .