آ . (75) قوله :
أن تسجد : قد يستدل به من يرى أن " لا " في
ألا تسجد في السورة الأخرى زائدة ; حيث سقطت هنا والقصة واحدة . وقوله : "
لما خلقت " قد يستدل به من يرى جواز وقوع " ما " على العاقل ; لأن المراد به
آدم . وقيل : لا دليل فيه ; لأنه كان فخارا غير جسم حساس فأشير إليه في تلك الحال . وقيل : " ما " مصدرية والمصدر غير مراد ، فيكون واقعا موقع المفعول به أي : لمخلوقي .
وقرأ
الجحدري " لما " بتشديد الميم وفتح اللام ، وهي " لما " الظرفية عند
nindex.php?page=showalam&ids=12095الفارسي ، وحرف وجوب لوجوب عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . والمسجود له على هذا غير مذكور أي : ما منعك من السجود لما خلقت أي : حين خلقت لمن أمرتك بالسجود له . وقرئ " بيدي " بكسر الياء كقراءة حمزة " بمصرخي " وقد تقدم ما فيها . وقرئ " بيدي " بالإفراد .
قوله : "
أستكبرت " قرأ العامة بهمزة الاستفهام وهو استفهام توبيخ وإنكار . و " أم " متصلة هنا . هذا قول جمهور النحويين . ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية عن بعض النحويين أنها لا تكون معادلة للألف مع اختلاف الفعلين ، وإنما تكون معادلة إذا دخلتا على فعل واحد كقولك : أقام زيد أم عمرو ، وأزيد قام أم عمرو ؟ وإذا اختلف الفعلان كهذه الآية فليست معادلة . وهذا الذي حكاه عن
[ ص: 399 ] بعض النحويين مذهب فاسد ، بل جمهور النحاة على خلافه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : " وتقول : " أضربت زيدا أم قتلته ؟ " فالبدء هنا بالفعل أحسن ; لأنك إنما تسأل عن أحدهما لا تدري أيهما كان ؟ ولا تسأل عن موضع أحدهما كأنك قلت : أي ذلك كان " انتهى . فعادل بها الألف مع اختلاف الفعلين .
وقرأ جماعة - منهم ابن كثير ، وليست مشهورة عنه - " استكبرت " بألف الوصل ، فاحتملت وجهين ، أحدهما : أن يكون الاستفهام مرادا يدل عليه " أم " كقوله :
3879 - ... ... ... ... بسبع رمين الجمر أم بثمان
وقول الآخر :
3880 - تروح من الحي أم تبتكر ... ... ... ...
فتتفق القراءتان في المعنى ، واحتمل أن يكون خبرا محضا ، وعلى هذا فأم منقطعة لعدم شرطها .