[ ص: 404 ] [ ص: 405 ] سورة الزمر
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله :
تنزيل : فيه وجهان ، أحدهما : أنه خبر مبتدأ مضمر تقديره : هذا تنزيل . وقال الشيخ : " وأقول إنه خبر ، والمبتدأ " هو " ليعود على قوله :
إن هو إلا ذكر للعالمين كأنه قيل : وهذا الذكر ما هو ؟ فقيل : هو تنزيل الكتاب " . الثاني : أنه مبتدأ ، والجار بعده خبره أي : تنزيل الكتاب كائن من الله . وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء .
قوله : "
من الله " يجوز فيه أوجه ، أحدها : أنه مرفوع المحل خبرا لتنزيل ، كما تقدم تقريره . الثاني : أنه خبر بعد خبر إذا جعلنا "
تنزيل " خبر مبتدأ مضمر كقولك : " هذا زيد من أهل العراق " . الثالث : أنه خبر مبتدأ مضمر أي : هذا تنزيل ، هذا من الله . الرابع : أنه متعلق بنفس "
تنزيل " إذا جعلناه خبر مبتدأ مضمر . الخامس : أنه متعلق بمحذوف على أنه حال من "
تنزيل " عمل فيه اسم الإشارة المقدر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . قال الشيخ : " ولا يجوز أن يكون حالا
[ ص: 406 ] عمل فيها معنى الإشارة ; لأن معاني الأفعال لا تعمل إذا كان ما هي فيه محذوفا ; ولذلك ردوا على
أبي العباس قوله في بيت
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
3884 - ... ... ... ... وإذ ما مثلهم بشر
إن " مثلهم " منصوب بالخبر المحذوف وهو مقدر : وإذ ما في الوجود في حال مماثلتهم بشر . السادس : أنه حال من " الكتاب " قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء . وجاز مجيء الحال من المضاف إليه لكونه مفعولا للمضاف ; فإن المضاف مصدر مضاف لمفعوله . والعامة على رفع " تنزيل " على ما تقدم . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة بنصبه بإضمار فعل تقديره : الزم أو اقرأ ونحوهما .