آ . (19) قوله :
أفمن حق : في " من " هذه وجهان ، أظهرهما : أنها موصولة في محل رفع بالابتداء . وخبره محذوف ، فقدره
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء " كمن نجا " . وقدره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " فأنت تخلصه " قال : " حذف لدلالة " أفأنت تنقذ " عليه . وقدره غيره " تتأسف عليه " . وقدره آخرون " يتخلص منه " أي : من العذاب وقدر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري على عادته جملة بين الهمزة والفاء . تقديره : أأنت مالك أمرهم ، فمن حق عليه كلمة العذاب . وأما غيره فيدعي أن الأصل تقديم الفاء وإنما أخرت لما تستحقه الهمزة من التصدير . وقد
[ ص: 420 ] تقدم تحقيق هذين القولين غير مرة . والثاني : أن تكون " من " شرطية ، وجوابها : أفأنت . فالفاء فاء الجواب دخلت على جملة الجزاء ، وأعيدت الهمزة لتوكيد معنى الإنكار ، وأوقع الظاهر وهو
من في النار موقع المضمر ، إذ كان الأصل : أفأنت تنقذه . وإنما وقع موقعه شهادة عليه بذلك . وإلى هذا نحا
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي : " وجيء بألف الاستفهام لما طال الكلام توكيدا ، ولولا طوله لم يجز الإتيان بها ; لأنه لا يصلح في العربية أن يأتي بألف الاستفهام في الاسم وألف أخرى في الجزاء . ومعنى الكلام : أفأنت تنقذه . وعلى القول بكونها شرطية يترتب على قول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وقول الجمهور مسألة : وهو أنه على قول الجمهور يكون قد اجتمع شرط واستفهام . وفيه حينئذ خلاف بين
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ويونس : هل الجملة الأخيرة جواب الاستفهام وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=17414يونس ، أو جواب للشرط ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ؟ وأما على قول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري فلم يجتمع شرط واستفهام ; إذ أداة الاستفهام عنده داخلة على جملة محذوفة عطفت عليها جملة الشرط ، ولم يدخل على جملة الشرط . وقوله : "
أفأنت تنقذ " استفهام توقيف وقدم فيها الضمير إشعارا بأنك لست قادرا على إنقاذه إنما القادر عليه الله وحده .