آ . (51) وقرأ العامة :
إن الله ربي وربكم : بكسر الهمزة على الإخبار المستأنف ، وهذا ظاهر على قولنا إن "جئتكم " تأكيد ، أما إذا جعلته تأسيسا وجعلت الآية هي قوله :
إن الله ربي وربكم بالمعنى الذي ذكرته أولا فلا يصح الاستئناف ، بل يكون الكسر على إضمار القول وذلك القول بدل من الآية ، كأن التقدير : وجئتكم بآية من ربكم قولي إن الله ، فقولي بدل من "آية " ، و "إن " وما في حيزها معمولة لقولي ، ويكون قوله :
فاتقوا الله وأطيعون اعتراضا بين البدل والمبدل منه .
[ ص: 206 ] وقرئ بفتح الهمزة وفيه أوجه ، أحدها : أنه بدل من "آية " كأن التقدير : وجئتكم بأن الله ربي وربكم ، أي : جئتكم بالتوحيد ، وقوله :
فاتقوا الله وأطيعون اعتراض أيضا . الثاني : أن ذلك على إضمار لام العلة ، ولام العلة متعلقة بما بعدها من قوله : "فاعبدوه " والتقدير : فاعبدوه لأن الله ربي وربكم كقوله تعالى :
لإيلاف قريش إلى أن قال "فليعبدوا " إذ التقدير : فليعبدوا لإيلاف قريش ، وهذا عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وأتباعه ممنوع ؛ لأنه متى كان المعمول أن وما في صلتها امتنع تقديمها على عاملها ، لا يجيزون : "أن زيدا منطلق عرفت " تريد : "عرفت أن زيدا منطلق " للقبح اللفظي ، إذ تصدرها لفظا يقتضي كسرها . الثالث : أن يكون "أن الله " على إسقاط الخافض وهو "على " و "على " يتعلق بآية نفسها ، والتقدير : وجئتكم بآية على أن الله ، كأنه قيل : بعلامة ودلالة على توحيد الله تعالى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية ، وعلى هذا فالجملتان الأمريتان اعتراض أيضا وفيه بعد .
وقوله :
هذا صراط هذا إشارة إلى التوحيد المدلول عليه بقوله :
إن الله ربي وربكم أو إلى نفس "إن الله " باعتبار هذا اللفظ هو الصراط المستقيم .