صفحة جزء
آ . (9) قوله : بدعا : فيه وجهان ، أحدهما : على حذف مضاف تقديره : ذا بدع ، قاله أبو البقاء . وهذا على أن يكون البدع مصدرا . والثاني : أن البدع بنفسه صفة على فعل بمعنى بديع كالخف والخفيف . والبدع والبديع : ما لم ير له مثل ، وهو من الابتداع وهو الاختراع . أنشد قطرب :


4039 – ب - فما أنا بدع من حوادث تعتري رجالا عرت من بعد بؤسى بأسعد



وقرأ عكرمة وأبو حيوة وابن أبي عبلة " بدعا " بفتح الدال جمع بدعة أي : ما كنت ذا بدع . وجوز الزمخشري أن يكون صفة على فعل كـ " دين قيم " و " لحم زيم " . قال الشيخ : " ولم يثبت سيبويه صفة على فعل إلا [ ص: 663 ] قوما عدا ، وقد استدرك عليه " لحم زيم " أي : متفرق ، وهو صحيح . فأما " قيم " فمقصور من قيام ، ولولا ذلك لصحت عينه كما صحت في حول وعوض . وأما قول العرب : " مكان سوى " و " ماء روى " ورجل رضا وماء صرى فمتأولة عند التصريفيين " قلت : تأويلها إما بالمصدرية أو القصر كقيم في قيام .

وقرأ أبو حيوة أيضا ومجاهد " بدع " بفتح الباء وكسر الدال وهو وصف كحذر .

وقوله : " يفعل " العامة على بنائه للمفعول . وابن أبي عبلة وزيد بن علي مبنيا للفاعل أي : الله تعالى . والظاهر أن " ما " في قوله : ما يفعل بي استفهامية مرفوعة بالابتداء ، وما بعدها الخبر ، وهي معلقة لأدري عن العمل ، فتكون سادة مسد مفعوليها . وجوز الزمخشري أن تكون موصولة منصوبة يعني أنها متعدية لواحد أي : لا أعرف الذي يفعله الله تعالى .

قوله : إلا ما يوحى العامة على بناء " يوحى " للمفعول . وقرأ ابن عمير بكسر الحاء على البناء للفاعل ، وهو الله تعالى .

[ ص: 664 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية