آ. (4) قوله:
إذا رجت : يجوز أن يكون بدلا من "إذا" الأولى، أو تأكيدا لها أو خبرا لها على أنها مبتدأة كما تقدم تحرير هذا جميعه، وأن يكون شرطا، والعامل فيها: إما مقدر وإما فعلها الذي يليها كما تقدم في نظيرتها. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "ويجوز أن تنتصب بـ خافضة رافعة، أي: تخفض وترفع وقت رج الأرض وبس الجبال، لأنه عند ذلك
[ ص: 194 ] ينخفض ما هو مرتفع ويرتفع ما هو منخفض". قال الشيخ : "ولا يجوز أن تنتصب بهما معا بل بأحدهما، لأنه لا يجتمع مؤثران على أثر واحد". قلت: معنى كلامه أن كلا منهما متسلط عليه من جهة المعنى، وتكون المسألة من التنازع، وحينئذ تكون العبارة صحيحة إذ يصدق أن كلا منهما عامل فيه، وإن كان على التعاقب.
والرج: التحريك الشديد بمعنى زلزلت. وبست الجبال: سيرت من قولهم: بس الغنم، أي: ساقها أو بمعنى فتتت كقوله:
ينسفها ربي نسفا يدل عليه
فكانت هباء منبثا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي "رجت" و"بست" مبنيين للفاعل على أن رج وبس يكونان لازمين ومتعديين، أي: أزيحت وذهبت. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي "منبتا" بنقطتين من فوق، أي: متقطعا من البت. ومعنى الآية ينبو عنه.