[ ص: 319 ] آ. (11) قوله:
تؤمنون : لا محل له لأنه تفسير لتجارة. ويجوز أن يكون محلها الرفع خبرا لمبتدأ مضمر أي: تلك التجارة تؤمنون، والخبر نفس المبتدأ فلا حاجة إلى رابط، وأن تكون منصوبة المحل بإضمار فعل أي: أعني تؤمنون. وجاز ذلك على تقدير "أن" وفيه تعسف. والعامة على "تؤمنون" خبرا لفظا ثابت النون.
nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله "آمنوا" و"جاهدوا" أمرين.
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي "تؤمنوا" و"تجاهدوا" بحذف نون الرفع. فأما قراءة العامة فالخبر بمعنى الأمر يدل عليه القراءتان الشاذتان; فإن قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي على حذف لام الأمر أي: لتؤمنوا ولتجاهدوا كقوله:
4259 - محمد تفد نفسك كل نفس . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقوله:
قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا في وجه، أي: لتفد، وليقيموا، ولذلك جزم الفعل في جوابه في قوله: "يغفر" وكذلك قولهم: "اتقى الله امرؤ فعل خيرا يثب عليه"، تقديره: ليتق الله. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش: "إن "تؤمنون" عطف بيان لتجارة". وهذا لا يتخيل إلا بتأويل أن يكون الأصل: أن تؤمنوا فلما حذف "أن" ارتفع الفعل كقوله:
[ ص: 320 ] 4260- ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأصل: أن أحضر. وكأنه قيل: هل أدلكم على تجارة منجية: إيمان وجهاد. وهو معنى حسن لولا ما فيه من التأويل. وعلى هذا فيجوز أن يكون بدلا من تجارة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : هو مجزوم على جواب الاستفهام وهو قوله: "هل أدلكم" واختلف الناس في تصحيح هذا القول: فبعضهم غلطه. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: ليسوا إذا دلهم على ما ينفعهم يغفر لهم، إنما يغفر لهم إذا آمنوا وجاهدوا، يعني أنه ليس مرتبا على مجرد الاستفهام ولا على مجرد الدلالة. وقال
المهدوي: إنما يصح حملا على المعنى: وهو أن يكون "يؤمنون" ويجاهدون عطف بيان على قوله: "هل أدلكم" كأن التجارة لم يدر ما هي؟ فبينت بالإيمان والجهاد، فهي هما في المعنى فكأنه قيل: هل تؤمنون وتجاهدون؟ قال: فإن لم تقدر هذا التقدير لم يصح; لأنه يصير: إن دللتم يغفر لكم. والغفران إنما يجب بالقبول والإيمان لا بالدلالة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري قريبا منه أيضا. وقال أيضا: "إن "تؤمنون" استئناف، كأنهم قالوا: كيف نعمل؟ فقال: تؤمنون". وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: "تؤمنون فعل مرفوع، تقديره: ذلك
[ ص: 321 ] أنه تؤمنون"، فجعله خبرا لـ "أن"، وهي وما في حيزها خبر لمبتدأ محذوف. وهذا محمول على تفسير المعنى لا تفسير الإعراب، فإنه لا حاجة إليه.