آ. (6) قوله:
إن ناشئة الليل : في الناشئة أوجه، أحدها: أنها صفة لمحذوف، أي: النفس الناشئة بالليل التي تنشأ من مضجعها، للعبادة، أي: تنهض وترتفع. من نشأت السحابة: إذا ارتفعت. ونشأ من مكانه ونشز: إذا نهض قال:
4365- نشأنا إلى خوص برى نيها السرى وأشرف منها مشرفات القماحد
والثاني: أنها مصدر بمعنى قيام الليل، على أنها مصدر من نشأ، إذا قام ونهض، فتكون كالعافية، قالهما
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري .
الثالث: أنها بلغة
الحبشة، نشأ الرجل: أي قام من الليل. قال الشيخ : "فعلى هذا هي جمع ناشئ، أي: قائم". قلت: يعني أنها صفة.
[ ص: 518 ] لشيء يفهم الجمع، أي: طائفة أو فرقة ناشئة، وإلا ففاعل لا يجمع على فاعلة.
الرابع: أن "ناشئة الليل" ساعاته; لأنها تنشأ شيئا بعد شيء. وقيدها
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن بما كان بعد العشاء، وما كان قبلها فليس بناشئة. وخصصتها
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - بمعنى آخر: وهو أن يكون بعد النوم، فلو لم يتقدمها نوم لم تكن ناشئة.
قوله:
وطئا قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر بكسر الواو وفتح الطاء بعدها ألف. والباقون بفتح الواو وسكون الطاء. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وشبل عن أهل
مكة "وطئا". وظاهر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبي البقاء يؤذن أنه قرئ بفتح الواو مع المد فإنه قال: "وطاء - بكسر الواو - بمعنى: مواطأة، وبفتحها اسم للمصدر، و"وطئا" على فعل، وهو مصدر وطئ"، فالوطاء مصدر واطأ كقتال مصدر قاتل. والمعنى: أنها أشد مواطأة، أي: يواطئ قلبها لسانها، إن أردت النفس، أو يواطئ فيها قلب القائم لسانه، إن أردت القيام أو العبادة أو الساعات، أو أشد موافقة لما يراد من الخشوع والإخلاص، والوطء - بالفتح أو الكسر - على معنى: أشد ثبات قدم وأبعد من الزلل، أو أثقل وأغلظ من صلاة النهار على المصلي، من قوله
[ ص: 519 ] عليه السلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650762 "اللهم اشدد وطأتك على مضر"، وعلى كل تقدير فانتصابه على التمييز.
قوله:
وأقوم حكى
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا قرأ "وأصوب قيلا" فقيل له: يا
أبا حمزة إنما هي: وأقوم!! فقال: "إن أقوم وأصوب وأهيأ واحد" وأن
أبا سرار الغنوي قرأ "فحاسوا خلال الديار" بالحاء المهملة فقيل له: هي بالجيم. فقال: حاسوا وجاسوا واحد. قلت: له غرض في هاتين الحكايتين، وهو جواز قراءة القرآن بالمعنى، وليس في هذا دليل; لأنه تفسير معنى. وأيضا فما بين أيدينا قرآن متواتر، وهذه الحكاية آحاد. وقد تقدم أن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء كان يقرئ رجالا
إن شجرت الزقوم طعام الأثيم فجعل الرجل يقول: اليتيم. فلما تبرم به قال: طعام الفاجر يا هذا. فاستدل به على ذلك من يرى جوازه. وليس فيه دليل; لأن مقصود
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء بيان المعنى، فجاء بلفظ مبين.