آ. (3) قوله:
إما شاكرا : "شاكرا" نصب على الحال، وفيه وجهان، أحدهما: أنه حال من مفعول
"هديناه"، أي: هديناه مبينا له كلتا حالتيه. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء : "وقيل: هي حال مقدرة". قلت: لأنه حمل الهداية على أول البيان له، و[هو] في ذلك الوقت غير متصف بإحدى الصفتين. والثاني: أنه حال من
"السبيل" على المجاز. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "ويجوز أن يكونا حالين من "السبيل"، أي: عرفناه السبيل إما سبيلا شاكرا، وإما سبيلا كفورا كقوله:
وهديناه النجدين فوصف السبيل بالشكر والكفر مجازا.
[ ص: 595 ] والعامة على كسر همزة "إما" وهي المرادفة لـ "أو" وتقدم خلاف النحويين فيها. ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي عن الكوفيين أنها هنا "إن" الشرطية زيدت بعدها "ما" ، ثم قال: وهذا لا يجيزه البصريون; لأن "إن" الشرطية لا تدخل على الأسماء، إلا أن يضمر فعل نحو:
وإن أحد . ولا يصح إضمار الفعل هنا; لأنه كان يلزم رفع "شاكرا" وأيضا فإنه لا دليل على الفعل. انتهى. قلت: لا نسلم أنه يلزم رفع
"شاكرا" مع إضمار الفعل، ويمكن أن يضمر فعل ينصب "شاكرا" تقديره: "إن خلقناه شاكرا فشكور، وإن خلقناه كافرا فكفور".
وقرأ
أبو السمال وأبو العجاج بفتحها. وفيها وجهان، أحدهما: أنها العاطفة، وإنما لغة بعضهم فتح همزتها، وأنشدوا على ذلك:
4437- يلفحها أما شمال عرية وأما صبا جنح العشي هبوب
[ ص: 596 ] بفتح الهمزة. ويجوز مع فتح الهمزة إبدال ميمها الأولى ياء. قال:
4438-. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أيما إلى جنة أيما إلى النار
وحذف الواو بينهما. والثاني: أنها أما التفصيلية، وجوابها مقدر. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "وهي قراءة حسنة والمعنى: أما شاكرا فبتوفيقنا، وأما كفورا فبسوء اختياره". انتهى. ولم يذكر غيره.