آ. (26) قوله:
أحياء : فيه أوجه، أحدها: أنه منصوب بـ "كفات"، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي، nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري وبدأ به، بعد أن جعل "كفاتا" اسم ما يكفت كقولهم: الضمام والجماع، هذا يمنع أن يكون "كفاتا" ناصبا لـ "أحياء" لأنه ليس من الأسماء العاملة، وكذلك إذا جعلناه بمعنى
[ ص: 637 ] الوعاء، على قول
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة، فإنه لا يعمل أيضا، وقد نص النحاة على أن أسماء الأمكنة والأزمنة والآلات، وإن كانت مشتقة جارية على الأفعال لا تعمل، نحو: مرمى ومنجل، وفي اسم المصدر خلاف مشهور، ولكن إنما يتمشى نصبهما بكفات على قول
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبي البقاء، فإنه لم يجوز إلا أن يكون جمعا لاسم فاعل، أو مصدرا، وكلاهما من الأسماء العاملة.
الوجه الثاني: أن ينتصب بفعل مقدر يدل عليه "كفات" أي: يكفتهم أحياء على ظهرها، وأمواتا في بطنها، وبه ثنى
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري .
الثالث: أن ينتصبا على الحال من "الأرض" على حذف مضاف، أي: ذات أحياء وأموات.
الرابع: أن ينتصبا على الحال من محذوف أي: تكفتكم أحياء وأمواتا; لأنه قد علم أنها كفات للإنس، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وإليه نحا
nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي; إلا أنه قدره غائبا أي: تجمعهم الأرض في هاتين الحالتين.
الخامس: أن ينتصبا مفعولا ثانيا لـ "نجعل" وكفاتا حال كما تقدم تقريره: وتنكير
"أحياء وأمواتا": إما للتفخيم; أي: تجمع أحياء لا يقدرون وأمواتا لا يحصون، وإما للتبعيض; لأن أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء ولا الأموات، وكذلك التنكير في "ماء فراتا" يحتمل المعنيين أيضا: أما التفخيم فواضح لعظم المنة به عليهم، وأما التبعيض
[ ص: 638 ] فكقوله تعالى:
وينزل من السماء من جبال فيها من برد فهذا مفهم للتبعيض، والقرآن يفسر بعضه بعضا.
والشامخات: جمع "شامخ"، وهو المرتفع جدا ومنه: "شمخ بأنفه" إذا تكبر، جعل كناية عن ذلك كثني العطف وصعر الخد، وإن لم يحصل شيء من ذلك.