صفحة جزء
آ. (6) قوله: يوم ترجف : منصوب بفعل مقدر، هو جواب القسم تقديره: لتبعثن، لدلالة ما بعده عليه، قال الزمخشري : فإن قلت: كيف جعلت "يوم ترجف" ظرفا للمضمر الذي هو لتبعثن، ولا يبعثون عند النفخة الأولى؟ قلت: المعنى: لتبعثن في الوقت الواسع الذي تقع فيه النفختان، وهم يبعثون في بعض ذلك الوقت الواسع، وهو وقت النفخة الأخرى، ودل على ذلك أن قوله: "تتبعها الرادفة" جعل حالا عن "الراجفة". وقيل: العامل مقدر غير جواب، أي: اذكر يوم ترجف. وفي الجواب على هذا أوجه، أحدها: أنه قوله: إن في ذلك لعبرة . واستقبحه أبو بكر بن الأنباري لطول الفصل. الثاني: أنه قوله: هل أتاك حديث موسى لأن "هل" بمعنى "قد". وهذا غلط; لأنه كما [ ص: 669 ] قدمت لك في هل أتى أنها لا تكون بمعنى "قد"، إلا في الاستفهام، على ما قال الزمخشري . الثالث: أن الجواب تتبعها وإنما حذفت اللام، والأصل: ليوم ترجف الراجفة تتبعها، فحذفت اللام، ولم تدخل نون التوكيد على "تتبعها" للفصل بين اللام المقدرة وبين الفعل المقسم عليه بالظرف. ومثله لإلى الله تحشرون . وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، أي: يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة والنازعات.

وقال أبو حاتم : "هو على التقديم والتأخير كأنه قال: فإذا هم بالساهرة والنازعات". قال ابن الأنباري : "هذا خطأ; لأن الفاء لا يفتتح بها الكلام". وقيل: "يوم" منصوب بما دل عليه "واجفة" ، أي: يوم ترجف وجفت. وقيل: بما دل عليه خاشع، أي: يوم ترجف خشعت.

التالي السابق


الخدمات العلمية