آ. (10) قوله:
في الحافرة : الحافرة: الطريقة التي يرجع الإنسان فيها من حيث جاء. يقال: رجع في حافرته، وعلى حافرته. ثم يعبر بها عن الرجوع بالأحوال من آخر الأمر إلى أوله. قال:
4482- أحافرة على صلع وشيب معاذ الله من سفه وعار
وأصله: أن الإنسان إذا رجع في طريقه أثرت قدماه فيها حفرا. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب : وقوله في الحافرة مثل لمن يرد من حيث جاء، أي:
[ ص: 671 ] أنحيا بعد أن نموت؟ وقيل: الحافرة: الأرض التي [جعلت] قبورهم فيها، ومعناه: أإنا لمردودون ونحن في الحافرة؟ أي: في القبور. وقوله:
"في الحافرة" على هذا في موضع الحال. وقيل: رجع فلان على حافرته، ورجع الشيخ إلى حافرته، أي: هرم، كقوله:
ومنكم من يرد إلى أرذل العمر . وقولهم: "النقد عند الحافرة" لما يباع نقدا. وأصله في الفرس إذا بيع، فيقال: لا يزول حافره أو ينقد ثمنه. والحفر: تأكل الأسنان. وقد حفر فوه، وقد أحفر المهر للإثناء والإرباع، أي: دنا لأن يكون ثنيا أو رباعيا. انتهى. والحافرة قيل: فاعلة بمعنى مفعولة. وقيل: على النسب، أي: ذات حفر، والمراد: الأرض. والمعنى: إنا لمردودون في قبورنا أحياء. وقيل: الحافرة: جمع حافر بمعنى القدم، أي: نمشي أحياء على أقدامنا، ونطأ بها الأرض. وقيل: هي أول الأمر. وتقول التجار: "النقد في الحافرة"، أي: أول السوم. وقال الشاعر:
4483- آليت لا أنساكم فاعلموا حتى ترد الناس في الحافره
وقرأ
أبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة "في الحفرة" بدون ألف. فقيل: هما بمعنى. وقيل: هي الأرض التي تغيرت وأنتنت بموتاها وأجسادهم،
[ ص: 672 ] من قولهم: حفرت أسنانه، أي: تأكلت وتغيرت. وقد تقدم خلاف القراء في هذين الاستفهامين في سورة الرعد. وقوله:
"في الحافرة" يجوز تعلقه بمردودون، أو بمحذوف على أنه حال كما تقدم.