[ ص: 692 ] آ. (25) قوله:
أنا صببنا الماء صبا : قرأ الكوفيون "أنا" بفتح الهمزة غير ممالة الألف. والباقون بالكسر.
والحسن بن علي بالفتح والإمالة. فأما القراءة الأولى ففيها ثلاثة أوجه، أحدها: أنها بدل من "طعامه" فتكون في محل جر. استشكل بعضهم هذا الوجه، ورده: بأنه ليس الأول فيبدل منه; لأن الطعام ليس صب الماء. ورد على هذا بوجهين، أحدهما: أنه بدل كل من كل بتأويل: وهو أن المعنى: فلينظر الإنسان إلى إنعامنا في طعامه فصح البدل، وهذا ليس بواضح. والثاني: أنه من بدل الاشتمال بمعنى: أن صب الماء سبب في إخراج الطعام فهو مشتمل عليه بهذا التقدير. وقد نحا
nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي إلى هذا فقال: لأن هذه الأشياء مشتملة على الطعام، ومنها يتكون; لأن معنى
"إلى طعامه": إلى حدوث طعامه كيف يتأتى؟ فالاشتمال على هذا إنما هو من الثاني على الأول; لأن الاعتبار إنما هو في الأشياء التي يتكون منها الطعام لا في الطعام نفسه.
والوجه الثاني: أنها على تقدير لام العلة، أي: فلينظر لأنا، ثم حذف الخافض فجرى الخلاف المشهور في محلها. والوجه الثالث: أنها في محل رفع خبرا لمبتدأ محذوف، أي: هو أنا صببنا، وفيه ذلك النظر المتقدم; لأن الضمير إن عاد على الطعام فالطعام ليس هو نفس الصب، وإن عاد على غيره فهو غير معلوم، وجوابه ما تقدم.
[ ص: 693 ] وأما القراءة الثانية فعلى الاستئناف تعديدا لنعمه عليه. وأما القراءة الثالثة فهي "أنى" التي بمعنى "كيف" وفيها معنى التعجب، فهي على هذه القراءة كلمة واحدة، وعلى غيرها كلمتان.