[ ص: 27 ] سورة والليل
بسم الله الرحمن الرحيم
آ. (3) قوله :
وما خلق : يجوز في "ما" أن تكون بمعنى "من"، وهو رأي جماعة تقدم ذكرهم في السورة قبلها. وقيل: هي مصدرية. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "والقادر: العظيم القدرة الذي قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء واحد". قلت: قد تقدم تقرير قوله هذا وما اعترض به عليه، وما أجيب عنه، في السورة قبلها. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء "والذكر والأنثى". وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله "والذي خلق"،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي- ونقلها
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب عن بعض السلف- "وما خلق الذكر" بجر "الذكر" قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "على أنه بدل من محل "ما خلق" بمعنى "وما خلقه، أي: ومخلوق الله الذكر، وجاز إضمار "الله" لأنه معلوم بانفراده بالخلق". وقال الشيخ: "وقد يخرج على توهم المصدر، أي: وخلق الذكر،
[ ص: 28 ] كقوله:
4583 - تطوف العفاة بأبوابه كما طاف بالبيعة الراهب
بجر "الراهب" على توهم النطق بالمصدر، أي: كطواف الراهب" انتهى. والذي يظهر في تخريج البيت أن أصله "الراهبي" بياء النسب، نسبة إلى الصفة، ثم خفف، وهو قليل كقولهم: أحمري ودواري، وهذا التخريج بعينه في قول
امرئ القيس :
4584 - . . . . . . . . . . . . . . . فقل في مقيل نحسه متغيب
استشهد به الكوفيون على تقديم الفاعل. وقرأ العامة
تجلى فعلا ماضيا، وفاعله ضمير عائد على النهار.
وعبد الله بن عبيد بن عمير "تتجلى" بتاءين، أي: الشمس. وقرئ "تجلي" بضم التاء وسكون
[ ص: 29 ] الجيم، أي: الشمس أيضا، ولا بد من عائد على النهار محذوف، أي: تتجلى أو تجلي فيه.