آ. ( 74 ) قوله تعالى:
الذين يشرون الحياة : فاعل بقوله: "فليقاتل"، و "يشرون" يحتمل وجهين، أحدهما: أن يكون بمعنى يشترون. فإن قيل: قد قررت أن الباء إنما تدخل على المتروك، والظاهر هنا أنها دخلت على المأخوذ ؟ فالجواب: أن المراد بالذين يشترون المنافقون المبطئون عن الجهاد أمروا بأن يغيروا ما بهم من النفاق، ويخلصوا الإيمان بالله ورسوله، ويجاهدوا في سبيل الله، فلم تدخل إلا على المتروك؛ لأن المنافقين تاركون للآخرة آخذون للدنيا. والثاني: أن "يشرون" بمعنى: يبيعون، ويكون المراد بالذين يشرون: المؤمنون المتخلفون عن الجهاد المؤثرون الآجلة على العاجلة، ونظير هذه الآية في كون "شرى" تحتمل الاشتراء والبيع باعتبارين قوله تعالى:
وشروه بثمن بخس ، وسيأتي. وقد تقدم لك شيء من هذا في أول البقرة.
[ ص: 36 ]
الجمهور على سكون لام
"فليقاتل"؛ لأنها وقعت بعد الفاء فأشبهت اللفظة كتفا. وقرئ بكسرها وهو الأصل. والجمهور على بناء
"فيقتل" للمفعول، ومحارب بن دثار ببنائه للفاعل، والأول أظهر، لقوله:
"أو يغلب". و "يقتل" و "يغلب" عطف على الشرط، والفاء في "فسوف" جوابه، لا يجوز حذفها. والمشهور إظهار هذه الباء عند الفاء، وأدغمها
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي، nindex.php?page=showalam&ids=17246وهشام، وخلاد بخلاف عنه. والجمهور على "نؤتيه" بنون العظمة،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش بياء الغيبة، وهما ظاهرتان.
وقدم قوله: "فيقتل"؛ لأنها درجة شهادة وهي أعظم من غيرها، وثنى بالغلبة وهي تشمل نوعين: قتل أعداء الله والظفر بالغنيمة، والأولى أعظم من الثانية.