آ. ( 84 ) قوله تعالى:
فقاتل : في هذه الفاء خمسة أوجه، أحدها: أنها عاطفة هذه الجملة على جملة قوله:
فليقاتل في سبيل الله . الثاني: أنها عاطفتها على جملة قوله:
فقاتلوا أولياء الشيطان . الثالث: أنها عاطفتها على جملة قوله:
وما لكم لا تقاتلون . الرابع: أنها عاطفتها على جملة قوله:
فسوف نؤتيه أجرا عظيما . الخامس: أنها جواب شرط مقدر؛ أي: إن أردت فقاتل، وأول هذه الأقوال هو الأظهر.
قوله:
لا تكلف إلا نفسك في هذه الجملة قولان، أحدهما: أنها في محل نصب على الحال من فاعل "فقاتل"؛ أي: فقاتل غير مكلف إلا نفسك وحدها. والثاني: أنها مستأنفة، أخبره تعالى أنه لا يكلف غير نفسه. والجمهور على "تكلف" بتاء الخطاب ورفع الفعل مبنيا للمفعول، و "نفسك" هو المفعول الثاني. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر : "لا تكلف" كالجماعة، إلا أنه
[ ص: 55 ] جزمه، فقيل: على جواب الأمر، وفيه نظر، والذي ينبغي أن يكون نهيا. وهي جملة مستأنفة. ولا يجوز أن تكون حالا في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله؛ لأن الطلب لا يكون حالا. وقرئ: "لا نكلف" بنون العظمة ورفع الفعل، وهو يحتمل الحال والاستئناف المتقدمين.
والتحريض: الحث على الشيء، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: كأنه في الأصل إزالة الحرض، نحو: قذيته؛ أي: أزلت قذاه، وأحرضته: أفسدته كأقذيته؛ أي: جعلت فيه القذى، والحرض في الأصل ما لا يعتد به ولا خير فيه، ولذلك يقال للمشرف على الهلاك: حرض، قال تعالى:
حتى تكون حرضا ، وأحرضه كذا، قال:
1626 - إني امرؤ رابني هم فأحرضني حتى بليت وحتى شفني السقم
و "بأسا وتنكيلا" تمييز، والتنكيل: تفعيل من النكل، وهو القيد، ثم استعمل في كل عذاب.