صفحة جزء
آ. ( 153 ) قوله تعالى: فقد سألوا في هذه الفاء قولان، أحدهما: أنها عاطفة على جملة محذوفة، قال ابن عطية: تقديره: فلا تبال يا محمد بسؤالهم وتشطيطهم، فإنها عادتهم، فقد سألوا موسى أكبر من ذلك.

والثاني: أنها جواب شرط مقدر، قاله الزمخشري؛ أي: إن استكبرت ما سألوه منك فقد سألوا. و "أكبر" صفة لمحذوف؛ أي: سؤالا أكبر من ذلك. والجمهور: "أكبر" بالباء الموحدة، وقراءة الحسن: "أكثر" بالثاء المثلثة. وقوله: "فقالوا أرنا" هذه الجملة مفسرة لكبر السؤال وعظمته. و "جهرة" تقدم الكلام عليها، إلا أنه هنا يجوز أن تكون "جهرة" من صفة القول، أو السؤال، أو من صفة السائلين؛ أي: فقالوا مجاهرين، أو سألوا مجاهرين، فيكون في محل نصب على الحال أو على المصدر. وقرأ الجمهور: "الصاعقة". وقرأ النخعي : "الصعقة"، وقد تقدم تحقيق ذلك في البقرة. و "بظلمهم" الباء فيه سببية، وتتعلق بالأخذ.

التالي السابق


الخدمات العلمية