آ. ( 173 ) قوله تعالى:
فأما الذين : قد تقدم الكلام على نظيرتها. ولكن هنا سؤال حسن قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري، وهو: فإن قلت: التفصيل غير مطابق للمفصل؛ لأنه اشتمل على الفريقين، والمفصل على فريق واحد. قلت: هو مثل قولك: جمع الإمام الخوارج؛ فمن لم يخرج عليه كساه حلة، ومن خرج عليه نكل به، وصحة ذلك لوجهين، أحدهما: أنه يحذف ذكر أحد الفريقين لدلالة التفصيل عليه، ولأن ذكر أحدهما يدل على ذكر الثاني، كما حذف أحدهما في التفصيل في قوله عقيب هذا:
فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به . والثاني: وهو أن الإحسان إلى غيرهم ما يغمهم، فكان داخلا في جملة التنكيل بهم، فكأنه قيل: ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر، فسيعذبهم بالحسرة إذا رأوا أجور العاملين، وبما يصيبهم من عذاب الله. انتهى. يعني بالتفصيل قوله: "فأما، وأما"، وقد اشتمل على فريقين؛ أي: المثابين والمعاقبين، وبالمفصل قوله قبل ذلك:
"ومن يستنكف"، ولم يشتمل إلا على فريق واحد هم المعاقبون.