صفحة جزء
آ. ( 17 ) قوله تعالى: فمن يملك الفاء عاطفة هذه الجملة على جملة مقدرة قبلها، والتقدير: قل كذبوا - أوليس الأمر كذلك - فمن يملك ؟ وقوله: "من الله" فيه احتمالان، أظهرهما: أنه متعلق بالفعل قبله. والثاني: ذكره أبو البقاء أنه حال من "شيئا"، يعني: من حيث إنه كان صفة في الأصل للنكرة، فقدم عليها فانتصب حالا، وفيه بعد أو منع. وقوله: "فمن" استفهام توبيخ وتقرير، وهو دال على جواب الشرط بعده عند الجمهور. وقوله: "ومن في الأرض" من باب عطف العام على الخاص حتى يبالغ في نفي الإلهية عنهما، فكأنه نص عليهما مرتين، مرة بذكرهما مفردين، ومرة باندراجهما في العموم. و "جميعا" حال من المسيح وأمه ومن في الأرض، أو من "من" وحدها لعمومها، ويجوز أن تكون منصوبة على التوكيد مثل: "كل"، وذكرها بعض النحويين من ألفاظ التوكيد. وقوله: "يخلق" جملة لا محل لها لاستئنافها.

التالي السابق


الخدمات العلمية