آ. ( 22 ) قوله تعالى:
ويوم نحشرهم فيه خمسة أوجه، أحدها: أنه منصوب بفعل مضمر بعده، وهو على ظرفيته؛ أي: ويوم نحشرهم كان كيت وكيت، وحذف ليكون أبلغ في التخويف. والثاني: أنه معطوف على ظرف محذوف، وذلك الظرف معمول لقوله:
"لا يفلح الظالمون"، والتقدير: إنه لا يفلح الظالمون اليوم في الدنيا ويوم نحشرهم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16935محمد بن جرير. الثالث: أنه منصوب بقوله:
"انظر كيف كذبوا"، وفيه بعد لعبده من عامله بكثرة الفواصل. الرابع: أنه مفعول به بالذكر مقدرا. الخامس: أنه مفعول به أيضا، وناصبه احذروا أو اتقوا يوم نحشرهم، كقوله:
"واخشوا يوما"، وهو كالذي قبله فلا يعد خامسا.
وقرأ الجمهور: "نحشرهم" بنون العظمة، وكذا "ثم نقول"، وقرأ
حميد nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب بياء الغيبة فيهما وهو الله تعالى. والجمهور على ضم الشين من "نحشرهم"،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة بكسرها، وهما لغتان في المضارع. والضمير المنصوب في "نحشرهم" يعود على المفترين الكذب، وقيل: على الناس كلهم فيندرج هؤلاء فيهم، والتوبيخ مختص بهم. وقيل: يعود على المشركين وأصنامهم، ويدل عليه قوله:
احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون . و "جميعا" حال من مفعول "نحشرهم". ويجوز أن يكون توكيدا عند من أثبته من النحويين كأجمعين. وعطف هنا بـ "ثم" للتراخي الحاصل
[ ص: 572 ] بين الحشر والقول. ومفعولا "تزعمون" محذوفان للعلم بهما؛ أي: تزعمونهم شركاء، أو تزعمون أنهما شفعاؤكم.
وقوله:
"ثم نقول للذين" إن جعلنا الضمير في "نحشرهم" عائدا على المفترين الكذب، كان ذلك من باب إقامة الظاهر مقام المضمر؛ إذ الأصل: ثم نقول لهم، وإنما أظهر تنبيها على قبح الشرك.