آ. (95) قوله تعالى:
فالق الحب : يجوز أن تكون الإضافة محضة على أنه اسم فاعل بمعنى الماضي لأن ذلك قد كان، ويدل عليه قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله "فلق" فعلا ماضيا، ويجوز أن تكون الإضافة غير محضة على أنه بمعنى الحال أو الاستقبال، وذلك على حكاية الحال، فيكون "الحب" مجرور اللفظ منصوب المحل. والفلق: هو شق الشيء، وقيده
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب بإبانة بعضه من بعض، والفلق: المطمئن من الأرض بين الربوتين، والفلق من قوله
[ ص: 57 ] أعوذ برب الفلق ما علمه لموسى عليه السلام حتى فلق به البحر. وقيل: الصبح. وقيل: هي الأنهار المشار إليها بقوله:
وجعل خلالها أنهارا والفلق بالكسر بمعنى المفلوق كالنكث والنقض، ومنه: "سمعته من فلق منه" وقيل: الفلق العجب، والفليق والفالق ما بين الجبلين وما بين السنامين من البعير، وفسر بعضهم "فالق" هنا بمعنى خالق، قيل: ولا يعرف هذا لغة، وهذا لا يلتفت إليه لأن هذا منقول عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك أيضا، لا يقال ذلك على جهة التفسير للتقريب، لأن الفراء نقل في اللغة أن فطر وخلق وفلق بمعنى واحد.
[والنوى اسم جنس مفرده نواة على حد] قمح وقمحة. والنوى: البعد أيضا، ويقال: نوت البسرة وأنوت: اشتدت نواتها، ولام "النواة" ياء لأن عينها واو، والأكثر التغاير.
قوله:
"يخرج" يجوز فيه وجهان أحدهما: أنها جملة مستأنفة فلا محل لها. والثاني: أنها في موضع رفع خبرا ثانيا لـ إن، وقوله
"ومخرج" يجوز فيه وجهان أيضا، أحدهما: أنه معطوف على فالق - ولم يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري غيره - أي: الله فالق ومخرج، أخبر عنه بهذين الخبرين، وعلى هذا فيكون "يخرج" على وجهه، وعلى كونه مستأنفا يكون معترضا على جهة البيان لما قبله من معنى الجملة. والثاني: أن يكون معطوفا على "يخرج" ، وهل يجعل الفعل في تأويل اسم ليصح عطف الاسم عليه، أو يجعل الاسم بتأويل الفعل ليصح عطفه عليه؟ احتمالان مبنيان على ما تقدم في "يخرج" : إن قلنا إنه مستأنف فهو فعل غير مؤول باسم، فيرد الاسم إلى معنى الفعل، فكأن مخرجا في قوة
[ ص: 58 ] يخرج، وإن قلنا: إنه خبر ثان لـ "إن" فهو بتأويل اسم واقع موقع خبر ثان، فلذلك عطف عليه اسم صريح، ومن عطف الاسم على الفعل لكون الفعل بتأويل اسم قول الشاعر:
2002 - فألفيته يوما يبير عدوه ومجر عطاء يستخف المعابرا
وقوله:
2003 - يا رب بيضاء من العواهج أم صبي قد حبا أو دارج
وقوله:
2004 - بات يغشيها بعضب باتر يقصد في أسوقها وجائر
أي: مبيرا، أو أم صبي حاب، وقاصد.