آ. (33) قوله تعالى:
ما ظهر منها وما بطن : تقدم في آخر السورة قبلها. وقوله: "والإثم" الظاهر أنها الذنب. وقيل: هو الخمر هنا، قاله
الفضل وأنشد:
2187 - نهانا رسول الله أن نقرب الزنى وأن نشرب الإثم الذي يوجب الوزرا
وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: 2188 - ورحت حزينا ذاهل العقل بعدهم كأني شربت الإثم أو مسني خبل
قال: وقد تسمى الخمر إثما، وأنشد:
2189 - شربت الإثم حتى ضل عقلي كذاك الإثم يذهب بالعقول
ويروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري أنهما قالا: "الإثم: الخمر". قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: وتصديق ذلك قوله:
قل فيهما إثم كبير ، والذي قاله الحذاق: إن الإثم ليس من أسماء الخمر. قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري: الإثم لا يكون اسما للخمر; لأن
العرب لم تسم الخمر إثما في جاهلية ولا إسلام، وقول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن لا ينافي ذلك؛ لأن الخمر سبب الإثم بل هي معظمه فإنها مؤججة للفتن، وكيف يكون ذلك وكانت الخمر حين نزول هذه السورة
[ ص: 307 ] حلالا; لأن هذه السورة مكية، وتحريم الخمر إنما كان في
المدينة بعد أحد، وقد شربها جماعة من الصحابة يوم
أحد فماتوا شهداء وهي في أجوافهم. وأما ما أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي من قوله " شربت الإثم " فقد نصوا أنه مصنوع، وأما غيره فالله أعلم.
و
بغير الحق حال، وهي مؤكدة لأن البغي لا يكون إلا بغير حق و "أن تشركوا" منصوب المحل نسقا على مفعول "حرم" أي: وحرم إشراككم عليكم، ومفعول الإشراك
ما لم ينزل به سلطانا وقد تقدم بيانه في الأنعام. وأن تقولوا أيضا نسق على ما قبله أي: وحرم قولكم عليه من غير علم. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: "ما لم ينزل به سلطانا: تهكم بهم لأنه لا يجوز أن ينزل برهانا أن يشرك به غيره".