آ. (41) وقوله تعالى:
لهم من جهنم مهاد : والجملة محتملة للحالية والاستئناف، ويجوز حينئذ في "مهاد" أن تكون فاعلا بـ "لهم" فتكون الحال من قبيل المفردات، وأن تكون مبتدأ فتكون من قبيل الجمل. و "من
[ ص: 322 ] جهنم" حال من "مهاد" لأنه لو تأخر عنه لكان صفة، أو متعلق بما تعلق الجار قبله.
وغواش: جمع غاشية. وللنحاة في الجمع الذي على مفاعل إذا كان منقوصا بقياس خلاف: هل هو منصرف أو غير منصرف؟ فبعضهم قال: هو منصرف لأنه قد زال [منه] صيغة منتهى الجموع فصار وزنه وزن جناح وقذال فانصرف. وقال الجمهور: هو ممنوع من الصرف، والتنوين تنوين عوض. واختلف في المعوض عنه ماذا؟ فالجمهور على أنه عوض من الياء المحذوفة. وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد إلى أنه عوض من حركتها. والكسر ليس كسر إعراب، وهكذا جوار وموال. وبعضهم يجره بالفتحة قال:
2198 - ولو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى مواليا
وقال آخر:
2199 - قد عجبت مني ومن يعيليا لما رأتني خلقا مقلوليا
وهذا الحكم ليس خاصا بصيغة مفاعل، بل كل غير منصرف إذا كان منقوصا فحكمه حكم ما تقدم نحو: يعيل تصغير يعلى، ويرم اسم رجل، وعليه قوله: "ومن يعيليا"، وبعض
العرب يعرب
"غواش" ونحوه بالحركات على الحرف الذي قبل الياء المحذوفة فيقول: هؤلاء جوار، وقرئ ومن
[ ص: 323 ] فوقهم غواش برفع الشين وهي كقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله وله الجوار برفع الراء. وقد حررت هذه المسألة وما فيها من المذاهب واللغات في موضوع غير هذا.
قوله:
وكذلك تقدم مثله. وقوله
الظالمين يحتمل أن يكون من باب وقوع الظاهر موقع المضمر. والمراد بالظالمين المجرمون، ويحتمل أن يكونوا غيرهم وأنهم يجزون كجزائهم.