آ. (56) قوله تعالى:
خوفا وطمعا : حالان أي ادعوه ذوي خوف وطمع، أو خائفين طامعين، أو مفعولان من أجلهما أي: لأجل الخوف والطمع.
قوله:
قريب إنما لم يؤنثها وإن كانت خبرا عن مؤنث لوجوه منها: أنها في معنى الغفران فحملت عليه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر بن شميل واختاره
أبو إسحاق. [ ص: 345 ] ومنها: أنها صفة لموصوف مذكر حذف وبقيت صفته، والتقدير: إن رحمة الله شيء قريب. ومنها: أنها في معنى العفو أو المطر أو الرحم. ومنها: أنها بمعنى النسب أي ذات قرب كحائض أي ذات حيض. ومنها: تشبيه فعيل بمعنى فاعل بفعيل بمعنى مفعول فيستوي فيه المذكر والمؤنث كجريح، كما حمل هذا عليه حيث قالوا: أسير وأسراء، وقبيل وقبلاء، حملا على رحيم ورحماء وعليم وعلماء وحكيم وحكماء. ومنها: أنه مصدر جاء على فعيل كالنقيق وهو صوت الضفدع والضغيب وهو صوت الأرنب، وإذا كان مصدرا لزم الإفراد والتذكير. ومنها: أنها بمعنى مفعول أي مقربة قاله
الكرماني وليس بجيد; لأن فعيلا بمعنى مفعول لا ينقاس، وعلى تقدير اقتياسه فإنما يكون من الثلاثي المجرد لا من المزيد فيه، ومقربة من المزيد فيه. ومنها: أنه من باب المؤنث المجازي فلذلك جاز التذكير كطلع الشمس. قال بعضهم: وهو غير جيد لأن ذلك حيث كان الفعل متقدما نحو: طلع الشمس، أما إذا تأخر وجب التأنيث إلا في ضرورة شعر كقوله:
2215 - . . . . . . . . . . . . . . ولا أرض أبقل إبقالها
قلت: وهذا يجيء على مذهب
ابن كيسان فإنه لا يقصر ذلك على ضرورة الشعر بل يجيزه في السعة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: "قريبة وبعيدة": إما أن يراد بها النسب وعدمه فتؤنثها
العرب ليس إلا، فيقولون: فلانة قريبة مني أي في النسب، وبعيدة مني أي في النسب، أما إذا أريد القرب في المكان فإنه يجوز الوجهان; لأن قريبا وبعيدا قائم مقام المكان فتقول: فلانة قريبة وقريب، وبعيدة وبعيد. التقدير: هي في مكان قريب وبعيد. وأنشد:
[ ص: 346 ] 2216 - عشية لا عفراء منك قريبة فتدنو ولا عفراء منك بعيد
فجمع بين اللغتين. إلا أن
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج رد على
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء قوله، وقال: "هذا خطأ لأن سبيل المذكر والمؤنث أن يجريا على أفعالهما". قلت: "وقد كثر في شعر
العرب مجيء هذه اللفظة مذكرة وهي صفة لمؤنث قال
امرؤ القيس: 2217 - له الويل إن أمسى ولا أم سالم قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا
وفي القرآن:
وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: قريب في الآية ليس وصفا لها، إنما هو ظرف لها وموضع، فيجيء هكذا في المؤنث والاثنين والجميع، فإن أريد بها الصفة وجبت المطابقة، ومثلها لفظة "بعيد" أيضا. إلا أن
nindex.php?page=showalam&ids=13676علي بن سليمان الأخفش خطأه قال: لأنه لو كانت ظرفا لانتصب كقولك: "إن زيدا قريبا منك". وهذا ليس بخطأ لأنه يجوز أن يتسع في الظرف فيعطى حكم الأسماء الصريحة فتقول: زيد أمامك وعمرو خلفك برفع أمام وخلف، وقد نص النحاة على أن نحو "إن قريبا منك زيد" أن "قريبا" اسم إن، و "زيد" خبرها، وذلك على الاتساع. و
"من المحسنين" متعلق بـ
"قريب".