[ ص: 352 ] آ. (58) والبلد يطلق على كل جزء من الأرض عامرا كان أو خرابا، وأنشدوا على ذلك قول
الأعشى: 2221 - وبلدة مثل ظهر الترس موحشة للجن بالليل في حافاتها زجل
و
بإذن ربه يجوز أن تكون الباء سببية أو حالية. وقوله:
"إلا نكدا" فيه وجهان أحدهما: أن ينتصب حالا أي عسرا مبطئا. يقال منه نكد ينكد نكدا بالفتح فهو نكد بالكسر. والثاني: أن ينتصب على أنه نعت مصدر محذوف أي: إلا خروجا نكدا. وصف الخروج بالنكد كما يوصف به غيره، ويؤيده قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر بن القعقاع "إلا نكدا" بفتح الكاف. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: "وهي قراءة أهل
المدينة" وقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=16258ابن مصرف "إلا نكدا" بالسكون وهما مصدران. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي: "هو تخفيف نكد بالكسر مثل كتف في كتف"، يقال: رجل نكد وأنكد. والمنكود: العطاء النزر، وأنشدوا في ذلك:
2222 - وأعط ما أعطيته طيبا لا خير في المنكود والناكد
وأنشدوا أيضا:
2223 - لا تنجز الوعد إن وعدت وإن أعطيت أعطيت تافها نكدا
وقوله:
كذلك نصرف كما تقدم في نظيره. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة وأبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=16747وعيسى بن عمر: "يخرج" مبنيا للمفعول. "نباته" مرفوعا لقيامه مقام
[ ص: 353 ] الفاعل وهو الله تعالى. وقوله:
والذي خبث صفة لموصوف محذوف أي: والبلد الذي خبث، وإنما حذف لدلالة ما قبله عليه، كما أنه قد حذف منه الجار في قوله
"بإذن ربه" ، إذ التقدير: والبلد الذي خبث لا يخرج بإذن ربه إلا نكدا. ولا بد من مضاف محذوف: إما من الأول تقديره: وبيان الذي خبث لا يخرج، وإما من الثاني تقديره: والذي خبث لا يخرج نباته إلا نكدا. وغاير بين الموصولين فجاء بالأول بالألف واللام، وفي الثاني جاء بالذي، ووصلت بفعل ماض.