صفحة جزء
[ ص: 365 ] آ. (75) قوله تعالى: قال الملأ : قرأ ابن عامر وحده: "وقال" بواو عطف نسقا لهذه الجملة على ما قبلها، وموافقة لمصاحف الشام، فإنها مرسومة فيها. والباقون بحذفها: إما اكتفاء بالربط المعنوي، وإما لأنه جواب لسؤال مقدر كما تقدم نظيره، وموافقة لمصاحفهم، وهذا كما تقدم في قوله: وما كنا لنهتدي إلا أنه هو الذي حذف الواو هناك.

قوله: للذين استضعفوا اللام للتبليغ. ويضعف أن تكون للعلة. والسين في " استكبروا " و " استضعفوا " يجوز أن تكون على بابها من الطلب أي: طلبوا أولئك الكبر من أنفسهم ومن المؤمنين الضعف. ويجوز أن يكون استفعل بمعنى فعل كعجب واستعجب.

قوله: لمن آمن منهم بدل من " الذين استضعفوا " بإعادة العامل، وفيه وجهان أحدهما: أنه بدل كل من كل إن عاد الضمير في "منهم" على قومه، ويكون المستضعفون مؤمنين فقط. كأنه قيل: قال المستكبرون للمؤمنين من قوم صالح. والثاني: أنه بدل بعض من كل إن عاد الضمير على المستضعفين، ويكون المستضعفون ضربين: مؤمنين وكافرين، كأنه قيل: قال المستكبرون للمؤمنين من الضعفاء دون الكافرين من الضعفاء.

وقوله: أتعلمون في محل نصب بالقول. و "من ربه" متعلق بمرسل. و "من" للابتداء مجازا، ويجوز أن تكون صفة فتتعلق بمحذوف.

قوله: بما أرسل به متعلق بـ "مؤمنون" قدم للاختصاص والاهتمام وللفاصلة. و "ما" موصولة. ولا يجوز هنا حذف العائد وإن اتحد الجار للموصول وعائده; لاختلاف العامل في الجارين. وكذلك قوله: [ ص: 366 ] آ. (76) بالذي آمنتم به كافرون .

التالي السابق


الخدمات العلمية