صفحة جزء
آ. (115) قوله تعالى: إما أن تلقي : "إما" هنا للتخيير، ويطلق عليها حرف عطف مجازا. وفي محل "أن تلقي وإما أن نكون" ثلاثة أوجه، أحدها النصب بفعل مقدر أي: افعل إما إلقائك وإما إلقاءنا، كذا قدره الشيخ. وفيه نظر لأنه لا يفعل إلقاءهم فينبغي أن يقدر فعلا لائقا بذلك وهو اختر أي: اختر إما إلقاءك وإما إلقاءنا. وقدره مكي وأبو البقاء، فقالا: "إما أن تفعل الإلقاء". قال مكي: كقوله:


2262 - قالوا الركوب فقلنا تلك عادتنا . . . . . . . . . . . . . . .



إلا أنه جعل النصب مذهب الكوفيين. الثاني: الرفع على خبر ابتداء مضمر تقديره: أمرك إما إلقاؤك وإما إلقاؤنا. الثالث: أن يكون مبتدأ خبره محذوف تقديره: إما إلقاؤك مبدوء به، وإما إلقاؤنا مبدوء به، وإنما أتى هنا بـ "أن" المصدرية قبل الفعل بخلاف قوله تعالى: وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب لأن "أن" وما بعدها هنا: إما مفعول وإما مبتدأ، والمفعول به والمبتدأ لا يكونان فعلا صريحا، بل لا بد أن ينضم إليه حرف [ ص: 416 ] مصدري يجعله في تأويل اسم، وأما آية التوبة فالفعل بعد "إما": إما خبر ثان لـ آخرون، وإما صفة له، والخبر والصفة يقعان جملة فعلية من غير حرف مصدري.

وحذف مفعول الإلقاء للعلم به والتقدير: إما أن تلقي حبالك وعصيك، لأنهم كانوا يعتقدون أن يفعل كفعلهم أو نلقي حبالنا وعصينا.

التالي السابق


الخدمات العلمية